{فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: ١٨٠] يعني: إذا علمتم أن الله هو المستحق لذلك، وآمنتم به، فادعوه بها، وهذا أمر، والدعاء هنا فسر بالثناء والعبادة، وفسر بالسؤال والطلب، وكلاهما صحيح؛ فإننا ندعو الله بها، أي: نحمده، ونثني عليه بها، فنعبده متوسلين إليه بالأسماء الحسنى، وما اشتملت عليه من الصفات العلى، وكذلك أن نسأله بها، يعني: إذا كان لنا مطلوب نتوجه إلى الله، فنسأله بتلك الأسماء بما يوافق المطلوب، فإذا سألنا الله المغفرة نأتي بصفات الجمال، وإذا سألنا الله- جل وعلا- النصرة نأتي بصفات الجلال، وهكذا فيما يناسب، وهناك تفصيلات أيضا لهذا الأمر.
والمقصود أن قوله- جل وعلا- {فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: ١٨٠] يعني: اسألوه بها، أو اعبدوه، واثنوا عليه بها- جل وعلا-، فيشمل دعاء المسألة، ودعاء العبادة.
والباء في قوله {بِهَا}[الأعراف: ١٩٥] هي باء الوسيلة، أي: ادعوه متوسلين بها.
قوله:{وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}[الأعراف: ١٨٠]{ذَرْوًا}[الذاريات: ١] يعني: اتركوا، وهذا يوجب على المسلم أن يبتعد عن حال الذين يلحدون في أسماء الله- جل وعلا-. والإلحاد في أسماء الله هو: الميل والعدول بها عن حقائقها إلى ما لا يليق بالله -جل وعلا-.
وهذا الإلحاد في أسماء الله وصفاته مراتب منها: أن يسمي البشر المعبودين بأسماء الله، كما سموا اللات من الإله، والعزى من العزيز، ونحو ذلك.