للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

وفلان» ، وإنما كانوا يقولون هذا مع كونهم موحدين عالمين بحق الله- جل وعلا- ظنا أنها تحية لا تحوي ذلك المعنى، فجعلوها من باب التحية، والتحية في هذه الشريعة مرتبطة بالمعنى، فالسلام على الله من عباده كأنهم قالوا: تحية لله من عباده، وهذا المعنى- وإن كان صحيحا من حيث القصد- لكنه ليس بصحيح من حيث اللفظ، لأن هذا اللفظ لا يجوز من جهة أن الله - جل وعلا- هو السلام كما قال النبي عليه الصلاة والسلام. والعباد مسلمون، أي: يسلمهم الله- جل وعلا- ويفيض عليهم السلامة وهم الفقراء المحتاجون، فليسوا هم الذي يعطون الله السلام، فمعنى: السلام على الله، يعني: السلامة تكون على الله من عباده، وهذا لا شك أنه باطل وإساءة في الأدب مع ما يجب لله- جل وعلا- في ربوبيته وأسمائه وصفاته.

لهذا قال لهم النبي عليه الصلاة والسلام «لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام» ، وهذا النهي للتحريم، فلا يجوز لأحد أن يقول: السلام على الله؛ لأن السلام على الله مقتض لانتقاص جناب الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.

إذا كان كذلك، فما معنى قولك حين تسلم على أحد: السلام عليك يا فلان، أو السلام عليكم ورحمة الله؟ وهي تحية المؤمنين في الدنيا وفي الآخرة {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ} [الأحزاب: ٤٤] [الأحزاب: ٤٤] . قال بعض أهل العلم: إن معناها: كل اسم لله- جل وعلا- عليكم، يعني: اسم السلام عليكم، فيكون ذلك تبركا بأسماء الله- جل وعلا- وبصفاته، فاسم السلام عليكم، يعني: اسم الله عليكم، فيكون ذلك تبركا بكل الأسماء ومنها اسم الله- جل وعلا- السلام، وهذا أحد المعنيين.

<<  <   >  >>