للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

التوحيد ومن تحقيق التوحيد، ومن سأل بالله- جل جلاله- فقد سأل بعظيم، ومن استعاذ بالله فقد استعاذ بعظيم، بل استعاذ بمن له هذا الملكوت، وله تدبير الأمر - جل وعلا- فكيف يرد من جعل مالك كل شيء وسيلة؟ ولهذا كان من تعظيم الله التعظيم الواجب ألا يرد أحد سأل بالله- جل وعلا - فإذا سأل سؤالا وجعل الله- جل وعلا- هو الوسيلة فإنه لا يجوز أن يرد تعظيما لله- جل وعلا- والذي في قلبه تعظيم الله- جل وعلا- ينتفض إذا ذكر الله كما قال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنفال: ٢] [الأنفال: ٢] بمجرد ذكر الله تجل القلوب لعلمهم بالله- جل وعلا- وما يستحق، وعلمهم بتدبيره وملكوته وعظمة صفاته وأسمائه- جل وعلا- فإذا سأل أحد بالله فإن قلب الموحد لا يكون رادا له؛ لأنه معظم لله مجل لله- جل وعلا- فلا يرد أحدا جعل وسيلته إليه رب العزة سبحانه وتعالى.

ومن أهل العلم من قال: إن السائل بالله قد تجب إجابته ويحرم رده، وقد لا يجب ذلك، وهذا القول هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية واختيار عدد من المحققين بعده، وهو القول الثالث في المسألة.

وأما القول الأول: فهو أن من سأل بالله حرم أن يرد مطلقا.

والقول الثاني: أن من سأل بالله استحب إجابته، وكره رده.

ومراد شيخ الإسلام رحمه الله بحالة الوجوب: أن يتوجه السؤال لمعين في أمر معين، يعني: ألا يكون السائل سأل عددا من الناس بالله، ليحصل على شيء؛ فلهذا لم يدخل فيه السائل الفقير الذي يأتي فيسأل هذا ويسأل هذا،

<<  <   >  >>