وعلا:{فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة: ٢٢][البقرة: ٢٢] ؛ إذ ذلك حقيقته أنه جعل هذا المصور شريكا لله - جل وعلا - في هذه الصفة، مع أن تصويره ناقص وتصوير الله - جل وعلا - على جهة الكمال، لكن من جهة الاعتقاد لما جعل هذا المخلوق مصورا، والله - جل وعلا - هو الذي ينفرد بتصوير المخلوقات كما يشاء، كان من كمال التوحيد أن لا يرضى بالتصوير، وأن لا يفعل أحد هذا الشيء؛ لأن ذلك لله - جل وعلا -، فالتصوير من حيث الفعل مناف لكمال التوحيد، وهذا هو مناسبة إيراد هذا الباب في هذا الكتاب.
والمناسبة الثانية له: أن التصوير وسيلة من وسائل الشرك بالله - جل وعلا - والشرك ووسائله يجب وصدها وغلق الباب؛ لأنها تفضي بالناس إلى الإشراك، فمناسبة الباب لكتاب التوحيد من جهتين: الجهة الأولى: جهة المضاهاة بخلق الله، والتمثل بخلق الله - جل وعلا - وبصفته واسمه.
والثانية: أنه وسيلة للإشراك، نعم قد لا يشرك بالصورة المعينة التي عملت، ولكن الصورة من حيث الجنس هي وسيلة - ولا شك - من وسائل الإشراك؛ فإن شرك كثير من المشركين كان من جهة الصور، فكان من تحقيق التوحيد ألا تقر الصور لأجل أن الصورة وسيلة من وسائل المشركين في عباداتهم.
" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي، فليخلقوا ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو