للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

بالألف واللام؛ لأن هذا قد يفهم منه استغراق معاني السيادة؛ لأن البشر له سيادة تخصه، ولهذا ترى الذين يشركون ببعض الأولياء كالسيد البدوي يعظمون كلمة " السيد "، ويكثر عندهم التعبيد للسيد، ويريدون به السيد البدوي، فيكثر عندهم عبد السيد ونحو ذلك، ولا يريدون به الله - جل وعلا - ولكن يريدون به ذلك الذي اتخذوه معبودا، وتوجهوا إليه ببعض أنواع العبادة، فيفهمون من كلمة " السيد " أنه ذو السيادة، وذو التصرف في الأمر، وهذا هو الذي اعتقدوه من أن للبدوي ولأمثاله تصرفا في الأرض، وقبولا للمطالب في الحاجات.

«قلنا: وأفضلنا فضلا، وأعظمنا طولا، فقال: قولوا بقولكم أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان» ؛ لأن هذا فيه الثناء والمدح بالمواجهة، وهذا من الشيطان، فالشيطان هو الذي يفتح هذا الباب أن يمدح أحد ويعظم في مواجهته، وذلك حتى يعظم في نفسه فيأتيه الخذلان؛ لأن كل أحد تخلى عن (لا حول ولا قوة إلا بالله) ، وتخلى عن الازدراء للنفس، والذل والخضوع الذي يعلمه الله من قلبه، فإنه يخذل، ويأتيه الأمر على غرة؛ ولهذا نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقال مثل ذلك القول مواجهة، ونهى عن المدح؛ لأن فيه إضرارا بالمتكلم، وإضرارا بالمقول فيه ذلك الكلام.

" وعن أنس - رضي الله عنه - «أن ناسا قالوا: يا رسول الله، يا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، فقال: " يا أيها الناس قولوا بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان، أنا محمد عبد الله ورسوله، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله - عز وجل» - "، رواه النسائي بسند

<<  <   >  >>