للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

سؤال: ما حكم من يضع آية الكرسي في السيارة، أو يضع مجسما فيه أدعية، كأدعية ركوب السيارة، وأدعية السفر وغيرها من الأدعية؟

الجواب: إن هذا فيه تفصيل: فإن كان وضع هذه الأشياء ليحفظها، ويتذكر قراءتها، فهذا جائز، كمن يضع المصحف أمام السيارة، أو يضعه معه؛ فإذا صارت عنده فرصة هو أو من معه أن يقرأ فيه قرأ، فهذا جائز لا بأس به، لكن إن علقها لأجل أن تدفع عنه الآفات، فهذا يدخل في مسألة: حكم تعليق التمائم من القرآن، وقد عرفنا أن ذلك لا يجوز على الصحيح، بل يحرم.

سؤال: ما حكم من يوصي أحدا بالبحث عن راق يرقي له دون أن يطلب الرقية من الراقي بنفسه، هل هذا يدخل في الذين يسترقون؟

الجواب: إن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في وصف السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب أنهم: «هم الذين لا يسترقون» (١) معناه: لا يطلبون الرقية، وفهم جواب السؤال يتبع فهم التعليل، ذلك أن أولئك كانوا لا يسترقون، يعني لا يطلبون الرقية، لأجل ما قام في قلوبهم من الاستغناء بالله، وعدم الحاجة إلى الخلق، ولم تتعلق قلوبهم بالخلق في رفع ما حل بهم، وكما ذكرت لك فإن مدار العلة على تعلق القلب بالراقي، أو بالرقية في رفع ما بالمرقي من أذى، أو في دفع ما قد يتوقع من السوء، وعليه فيكون الحالان


(١) تقدم.

<<  <   >  >>