لا يملكه، والرواية التي في " الطبراني الصغير " ضعيفة، وفيها مجاهيل؛ ولذلك ليست بحجة ولم يرد أن الصحابة استعملوا هذا الدعاء بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
والذي يدل - أيضا - على أن ذلك خاص بالأعمى، وعلى أصل الاستشفاع، وأنه رحمة من الله - جل وعلا - للمستشفع، وفضل منه عليه، وإزالة عما به: أن ذلك الأعمى رأى النور وأبصر بعد دعاء النبي - عليه الصلاة والسلام - له، وتوجه ذلك الأعمى إلى الله - جل وعلا - أن يجيب فيه دعاء نبيه عليه الصلاة والسلام.
والصحابة الآخرون الذين كانوا مكفوفين لم يدعوا بهذا الدعاء، فكان في المدينة أناس عدة قد كفت أبصارهم منهم: ابن أم مكتوم، وجماعة، فما دعوا بذلك الدعاء وإنما كان ذلك خاصا بذلك الأعمى، فالعلماء لهم في ذلك توجيهان:
التوجيه الأول: أن ذلك الدعاء كان خاصا بذلك الأعمى، بدليل عدم استعمال بقية الصحابة ذلك الدعاء، وعدم إرشاد النبي - عليه الصلاة والسلام - لهم أن يزال ما بهم من عمى البصر بذلك الدعاء.
التوجيه الثاني: أن ذلك خاص بحياته - عليه الصلاة والسلام - ولا يكون بعد وفاته عليه الصلاة والسلام، وهذا الثاني والأول جميعا ظاهرة صحيحة والصحابة فهموا ذلك؛ ولهذا ثبت في صحيح البخاري وغيره أن عمر - رضي الله عنه - قال لما أجدبوا وهو يخطب في الاستسقاء: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا توسلنا بنبيك، وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبيك، يا عباس قم فادع الله لنا (١) .