للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

[التمهيد لشرح كتاب التوحيد]

نقطة في بعض الوجه - الذي يوضع لأجل أن تدفع تلك النقطة العين، ولكن لأجل أن يظهر بمظهر ليس بحسن، فلا تتعلق النفوس الشريرة به.

فإذا كان وضع هذه النقطة - التي ذكرت - لأجل اعتقاد أنها تدفع العين، فهذا من اتخاذ الأسباب الشركية التي لا تجوز، وإن كان لأجل إظهار عدم الحسن في تلك الصورة الجميلة، أو ذلك الجسد المعافى، أو نحو ذلك، فإن هذا لا بأس به. والله أعلم.

سؤال: أجاز بعض العلماء التوسل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ودليلهم حديث الأعمى فكيف يرد عليهم؟ وجزاكم الله خيرا.

الجواب: حديث الأعمى رواه الترمذي وغيره، (١) وهو حديث حسن، وهناك رواية أخرى طويلة في معجم الطبراني الصغير لهذا الحديث، وفيها زيادة: أن أحد الصحابة - وهو عثمان بن حنيف رضي الله عنه - أرشد إلى استعمال ذلك الدعاء بعد وفاته عليه الصلاة والسلام (٢) .

بالنسبة للقدر الأول وهو أن الأعمى توسل بالنبي - عليه الصلاة والسلام - في حياته، فهذا صحيح وجار على الأصول، حيث إن التوسل بالنبي - عليه الصلاة والسلام - في حياته توسل بدعائه وهو - عليه الصلاة والسلام - يملك ذلك، ويستطيعه ويقدر عليه.

أما التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام: أي بدعائه، أو بذاته، أو بنحو ذلك، بعد وفاته، فإنه لا يجوز؛ لأنه طلب للشيء ممن


(١) رواه أحمد في المسند (٤ / ١٣٨) والترمذي (٥ / ٥٦٩) والطبراني في المعجم الكبير (٩ / ١٩) .
(٢) رواه الطبراني في الصغير (١ / ١٨٤) .

<<  <   >  >>