تشريك؛ حيث إنه نسب النعمة لغير الله - جل وعلا -، وهذا له صور كثيرة جدا: منها على سبيل المثال قول القائل: لولا أن فلانا كان جيدا معي لكان حصل لي كذا وكذا، أو: لولا أن السيارة كانت قوية لهلكت، أو لولا كذا لكان كذا، مما فيه تعليق دفع النقم أو حصول النعم لأحد من المخلوقين. والواجب على العباد أن ينسبوا النعم إلى الله - جل وعلا -؛ لأنه هو الذي يسدي النعم، قال - جل وعلا - في سورة النعم:{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}[النحل: ٥٣][النحل: ٥٣] ، وقال - جل وعلا - أيضا في السورة نفسها:{يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا}[النحل: ٨٣][النحل: ٨٣] ، فالواجب على العبد المسلم أن ينسب النعم إسداء، وتفضلا، وإنعاما لله - جل وعلا - وأن يتعلق قلبه بالذي جعل تلك النعم تصل إليه.
والناس أو الخلق أو الأسباب، إنما هي فضل من الله - جل وعلا - جعلها أسبابا، وما فلان من الناس إلا سبب أوصل الله إليك النفع عن طريقه، أما النافع في الحقيقة فهو الله - جل وعلا -، فإذا اندفعت عنك نقمة، فالذي دفعها هو الله - جل وعلا - بواسطة سبب ذلك المخلوق، آدميا كان، أو غير آدمي، فيجب نسبة النعم إلى الله - جل وعلا - فلا تنسب نعمة لغيره سبحانه، ومن نسبها لغيره سبحانه فهو داخل في قول الله - جل وعلا -: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا}[النحل: ٨٣][النحل: ٨٣] .
وأما الحديث الذي في الصحيح من «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل: هل نفعت عمك أبا طالب بشيء؟ قال: " هو في ضحضاح من النار، ولولا أنا لكان في الدرك