قال - رحمه الله -: (وقول الله تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}[يوسف: ١٠٨][يوسف: ١٠٨] ) :
هذه الآية من آخر سورة يوسف هي في الدعوة إلى الله، وسورة يوسف - كما هو معلوم - لِمَنْ تَأَمَّلَها هي في الدعوة إلى الله؛ من أولها إلى آخرها، فموضوعها - إذا - الدعوة؛ ولهذا جاء في آخرها قواعد مهمة في بيان حال الدعاة إلى الله، وحال الرسل الذين دعوا إلى الله، وما خالف به الأكثرون الرسل، واستيئاس الرسل من نصرهم ونحو ذلك من أحوال الدعاة إلى الله. وفي آخر تلك السورة قال الله - جل وعلا - لنبيه:{قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}[يوسف: ١٠٨] أي سبيلي ومنهجي: أنني أدعو إلى الله، فمهمة الرسل هي: الدعوة إلى الله - جل وعلا -.
فأحسن الأقوال: قول من دعا إلى الله، وأحسن الأعمال: عمل من دعا إلى الله - جل وعلا -؛ ولهذا قال سبحانه:{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}[فصلت: ٣٣][فصلت: ٣٣] قال الحسن البصري - رحمه الله - في تفسير هذه الآية ما معناه: هذا حبيب الله، هذا ولي الله، هذا صفوة الله من خلقه، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، هذا حبيب الله (١) .