فـ (لا إله إلا الله) هي: كلمة التوحيد، وهي مشتملة - من حيث الألفاظ - على أربعة ألفاظ:
١ - (لا)
٢ - (إله) .
٣ - (إلا) .
٤ - لفظ الجلالة (الله) .
أما (لا) هنا فهي: النافية للجنس، تنفي الألوهية الحقة عن أحد إلا الله - جل وعلا - يعني في هذا السياق. وإذا أتى بعد النفي (إلا) - وهي أداة الاستثناء - أفادت معنًى زائدا، وهو: الحصر، والقصر، فيكون المعنى: الإلهية الحقة، أو الإله الحق هو الله، بالحصر والقصر، ليس ثمَّ إله حق إلا هو، دون ما سواه.
وكلمة (إله) على وزن (فعال) ، وتأتي أحيانا بمعنى (فاعل) ، وتأتي أحيانا بمعنى (مفعول) ، وهي - لغة - مشتقة من (ألَه) بمعنى: عَبَدَ، وقال بعض اللغويين: إنها من: ألَه يأْلَه إذا تحير، فـ (أَلَه) فلان يأْلَه أو تَأَلَّه: إذا تحير، وسمي الإله عندهم إلها؛ لأن الألباب تحيَّرت في كُنه وصفه، وكُنه حقيقته، وهذا القول ليس بجيد، بل الصواب أن كلمة (إله)(فعال) بمعنى (مفعول) وهو المعبود، ويدل على ذلك: ما جاء في قراءة ابن عباس أنه قرأ في سورة الأعراف: أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَإِلَاهَتَكَ [الأعراف: ١٢٧] . كان ابن عباس يقرأها: وَيَذَرَكَ وَإلَاهَتَكَ قال: لأن