فظهر من هذه الترجمة، وما فيها من الآيات والحديث: أن تفسير التوحيد وتفسير شهادة أن لا إله إلا الله: يستوجب من المسلم مزيد عناية، ونظر، وتأمل، وتأنٍّ حتى يفهمه بحجته، وببيان وجه الحجة في ذلك.
بعد ذلك قال الشيخ - رحمه الله -: " (وتفسير هذه الترجمة ما بعدها من أبواب) :
فالكتاب كله هو تفسير للتوحيد، وتفسير لكلمة لا إله إلا الله، وبيان ما يضاد ذلك، وبيان ما ينافي أصل التوحيد، وما ينافي كماله، وبيان الشرك الأكبر، والشرك الأصغر، والشرك الخفي، وشرك الألفاظ، وبيان بعض مستلزمات التوحيد - توحيد العبادة - من الإقرار لله بالأسماء والصفات، وبيان ما يتضمنه توحيد العبادة من الإقرار لله - جل وعلا - بالربوبية.
هذا بابٌ شرع به الشيخ - رحمه الله - في تفصيل ما سبق، وهو بيان التوحيد ببيان ضده. ومن المعلوم أن الشيء يعرف ويتميز بشيئين: بحقيقته، وبمعرفة ضده.
والتوحيد يتميز بمعرفته في نفسه أي: بمعرفة معناه وأفراده، وبمعرفة ضده أيضا وقد قال الشاعر: