وخلفاء بني العباس، من بني عبد الله حبر الأمة رضي الله عنه، وأول من ولي الخلافة منهم أبو العباس السفاح. واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن عبيد الله ابن العباس. والبطن الثاني من بني هاشم الطالبيون، وهم بنو أبي طالب.
قال ابن إسحاق: واسمه عبد مناف، وقال أبو عبد الله الحاكم: اسمه كنيته ابن عبد المطلب بن هاشم. قال أبو عبيد وكان له من الولد: طالب وبه يكنى ولا عقب له، وعقيل، وجعفر، وعلي.
ومن الطالبيين الجعافرة، وهم بنو جعفر بن أبي طالب، وكان لجعفر: محمد، وعبد الله، وكان عبد الله بن جعفر أجود الناس، حتى إن أهل المدينة كانوا يتداينون على مقدمه في الموسم.
قال في العبر: ومن ولد عبد الله هذا: عبد الله بن معاوية، بن عبد الله ابن جعفر، قام بفارس، وبويع له بالخلافة في آخر دولة الأمويين.
ومن الطالبيين: العلويون، وهم بنو أمير المؤمنين عبلي بن أبي طالب رضي الله عنه، قال القاضي الطبري: كان له الولد ثلاثة عشر: وهم الحسن والحسين وعمرو وطلحة ويحيى والسجاد وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وزكريا ويوسف.
وكان العقب منهم لستة: محمد بن الحنفية، والسجاد ويحيى وإسحاق ويعقوب وموسى وزكريا القضاعي في بنيه العباس، قال الطبري: والنسل فيهم لخمسة: الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية وعمرو والعباس.
وأكثر نسب العلويين راجع إلى الحسن، والحسين وبينهما، ومحمد ابن ابن الحنفية.
ثم المشهور من العلويين: الحسنيون، وهم بنو الحسن السبط، ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من فاطمة، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورضى عنهما، ومنهم المهدي محمد بن عبد الله بن حسن المثنى ابن الحسن بويع له بالخلافة بمكة، في آخر الدولة الأموية، ومنهم إبراهيم أخو المهدي بويع له بالخلافة بالبصرة، ومنهم الأدارسة، وهم بنو إدريس بن عبد الله ابن حسن المثنى بن الحسن كان لهم ملك بالمغرب الأقصى.
وإدريس هذا أول من ملك، ثم ملك بعده ابنه إدريس، وهو الذي بني مدينة فاس في المغرب الأقصى، ثم صار لهم ملك بعد ذلك بالأندلس، ومنهم الأدارسة أهل اليمن.
ومنهم السليمانيون كانوا أمراء مكة، نواباً لخلفاء بني العباس، وهم بنو سليمان ابن داود بن الحسن بن المثنى بن الحسن.
قال في العبر: لم يزل بنو العباس على مكة إلى زمن المستعين، ثم صارت إلى بني سليمان هذا، قال: وكان كبيرهم محمد بن سليمان، ومنهم الهواشم. وهم بنو أبي هاشم بن محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن أبي الكرام ابن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط، فهؤلاء الذين صارت لهم إمارة مكة بعد السليمانيين المتقدم ذكرهم.
وأول من ولي منهم محمد بن جعفر بن أبي هاشم المذكور، وبقيت فيهم.
ومنهم بنو قتادة ويقال لهم: بنو داود قتادة، وهم بنو قتادة بن إدريس ابن مطاعن بن عبد الكريم بن موسى بن موسى بن عبد الله بن أبي الكرام ابن موسى الجون بن عبد الله بن الحسن المثنى، ملك مكة من يد الهواشم بعد ما ملك ينبع، والصفراء، واليمن، وبلاد نجد، وتوفي سنة عشر وستمائة. وبقيت إمارة مكة في عقبة، ثم صارت في بني عجلان بن رميثة بن أبي نمي بن أبي سعيد ابن علي بن قتادة، وكانت قد استقرت آخر الأمر في بني ابنه الحسن، وآل ابن أخيه رميثة بن محمد بن عجلان إلى سنة ثماني عشرة وثمانمائة، والأمر على ذلك.
ومن بني قتادة: أمراء ينبع من بني الحسن بن علي رضي الله عنهما، ثم استقرت إمارة ينبع في إدريس بن الحسن بن قتادة، وبني عمه أحمد وجّمان.
ومن بني الحسن بنو الرسى الذين منهم أئمة الزيدية باليمن، وهم بنو القاسم ابن الرسى بن إبراهيم بن طباطبا بن إسماعيل الديباجة ابن إبراهيم النمر ابن عبد الله ابن الحسن المثنى، ودارهم صنعاء، وأول من قام بالإمامة منهم يحيى بن الحسين ابن القاسم الرسى المتقدم ذكره سنة اثنتين وثمانين ومائتين، وبقيت بأيديهم حتى غلب السليمانيون أمراء مكة عندما أخرجهم الهواشم منها، ثم عادت سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة. ومنهم الصلاح بن يحيى بن حمزة، ثم ابنه النجاح.