فقلت له:(ساخرا) هل سبق لك أن عرفت الشيخ سعيد بن عيسى العمودي الذي مر على وفاته أكثرهن ستمائةسنة؟
قال (طبعا) : لا....
فقلت له: كيف إذن عرفت أن الذي رأيته من على الدقل يصدر أوامره إلى البحربالسكوت، هو الشيخ سعيد بن عيسى العمودي، وأنت لم يسبق لك أن رأيته؟؟ فهل نزل عليك وحي من السماء يؤكد أن الذي رأيت (على فرض أنك رأيت) هو الشيخ ابن عيسى؟ وهنا ارتج عليه، ولم يحر جوابا.
غلبت عليه السوداء فتصور ابن عيسى معه حاضرا
فقلت له: الحقيقة أنك لم تر ابن عيسي ولا غير ابن عيسى على الدقل، وإنما في حالة الهلع والخوف غلبت عليك السوداء فصورت لك (بالاشتراك مع الشيطان) ما ظننته ابن عيسى، لتزداد إيغالا في ضلالك وتوغلا في مفاوز جهالاتك.
وقد كان جوابه الوحيد (الذي قطع به المناظرة) غريبا حين صاح: وهابي جاحد، زنديق.
وهذا هو آخر سلاح، يتسلح به القوم عندما تدمغهم حجة أو يصفعهم برهان.
وهنا قلت لصاحبي: والآن ما رأيك؟؟ أليس في هذا ما يقنعك بأن ما ذكرته لك كان صحيحا من أن إيمان المشركين الأولين بربهم وثقتهم به (في الشدة) كان أقوى من إيمان القبوريين وثقتهم به سبحانه وتعالى؟