وقال لي آخر (وكأنه حجني) : إنك تكره الأولياء وتنكر كراماتهم، ولذلك حرمك الله من التمتع بما رأينا في تلك الساعات الحاسمة ... فقلت له: ومن قال لك أنني أكره الأولياء وأنكر كراماتهم؟ فهل رأيتني أشتم ولياً من أولياء الله؟ أو أنتقص صالحا من صالحي المؤمنين؟ ومتى سمعتني أنكر كرامة ثابتة أكرم الله بها وليا من أوليائه نص عليها كتابه أو جاءت بها سنة نبيه صلى الله عليه وسلم؟
فهل سمعت أنني أنكرت كرامة أهل الغار الذين أكرمهم الله فأفرج عنهم الصخرة بعد أن انطبقت عليهم وسدت عليهم منافذ الغار؟.أم هل سمعتني أنكرت ولاية أبي بكر وعمر وعثمان وعلي أو غيرهم من الصحابة (رضي الله عنهم) الذين ثبت (بنص الحديث الشريف) أنهم من أولياء الله المبشرين بالجنة؟
أم أنها اللهمة التقليدية المكرورة توجهونها إلى كل من لا يوافقكم على حماقاتكم ولا يؤمن بخرافاتكم ولا يسكت على جهالاتكم؟؟
ولكن قل لي ما هو الذي حرمني الله من التمتع به والذي رأيتموه أنتم في تلك اللحظة الحاسمة؟
قال: رأينا القطب العظيم (الشيخ سعيد بن عيسى) وكأنه شعلة من نور ماسكا بالدقل (سارية السفينة) وهو يخاطب البحر طالبا منه أن يسكن، وفعلا سكت البحر عن الهياج ونجونا ببركة هذا القطب العظيم.