للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهنا يجيء السؤال الكبير:

ما الصنع العظيم الذي صنعه (محمد بن عبد الوهاب) ؟

الجواب عن هذا السؤال الكبير، يصوغه واقع التاريخ وحقائقه، ولست أنا من يصوغه.

واقع التاريخ، يقرر في صراحة ووضوح أنه الرجل الذي أيقظ العملاق العربي المسلم من سبات في جزيرة العرب دام دهرا، وأشعره وجوده الحي الفاعل، وأعاد إليه دينه الصحيح، ودولته العزيزة المؤمنة، ودفعه إلى الحياة الفاعلة ليعيد سيرة الصدر الأول عزائم وعظائم وفتوحا.

ويقرر غير منازع أنه رجل التوحيد والوحدة، والثائر الأكبر الذي رفض التفرق في الدين رفضا حاسما، فلم يكن من جنس من يأتون بالدعوات ليضيفوا إلى أرقام المذاهب والطرائق المزق رقما جديدا، يزيد العدد ويكثره، ولكنه أوجب إلغاء هذه الأرقام، ودعا لتحقيق "الرقم الفرد" وحده: الرقم الذي لا يقبل التجزئة كالجوهر الفرد، ألا وهو (الإسلام) .

والإسلام، طريقه واحدة، لا تتفرع، ولا تتعدد.

وقد جاءت البينات كفلق الصباح بأن هذا الرقم "الفرد" هو الذي استقام به أمر العرب، وكوّن الواحدة الكبرى،

<<  <   >  >>