للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والدولة العظمى وقد انضوى تحت لوائها الخفاق أهل الأرض من كل جنس مال بين مشرق للشمس ومغيب، متآخين في الله، متساوين في الحقوق، لا فضل فيها لأحد على أحد إلا بتقواه، متعاونين على بناء حضارة أخلاقية جديدة تجمع إلى مطالب المادة مستشرفات الروح.

فلما أفسد التوحيد، وزالت الوحدة، ذهب التفرق في العقيدة بهذا المجد العظيم..فجاء (محمد بن عبد الوهاب) داعيا للعودة إلى الأصل الذي قام عليه ذلك المجد وعلا سمكه وعز وطال، وقد حقق ما أرداه في جزيرة العرب، وأشاع اليقظة في العالم الإسلامي، وكان لفكره في كل صقع أثر مشهود.

فهذا هو الصنع العظيم، الذي صنعه الرجل العظيم.

***

جاء (محمد بن عبد الوهاب) على فترة من المصلحين الكبار أصحاب الأصوات الجهيرة في الإصلاح والدعوة إلى التوحيد والوحدة، وحين ظنت الظنون بالعرب والمسلمين، إذ اكتنف الظلام جِواء العالم الإسلامي، وانبهمت المطامع، وركدت ريع العرب في ديارهم، وتفرقت كلمة المسلمين،

<<  <   >  >>