للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ضعفوا وهان شأنهم على الأقوياء، فطمع فيهم الطامعون من كل جنس، وبغت عليهم الأمم حتى الشراذم الصهيونية.

وكان إشراق النور الجديد من قلب هذا الظلام، من الأرض القفرة، عجبا من العجب، ومثار دهشة الغرب خاصة، إذ كانت دوله بعد عصر (الرينصانص) والثورة الصناعية. تعد العدد، وتتآمر فيما بينها على العالم الإسلامي، وتتحالف للسيطرة على ينابيع ثرواته العظيمة..تغني بها فقرها.

وكان قد استقر عند هذه الدول أن العالم الإسلامي قد صار جثة هامدة لا حراك بها، فلا بد من أن تكون هي وارثة أرضه وكنوزه ومعادنه وخيراته.

فلما سمعت صيحة الإسلام الجديدة المدوية تنطلق من بين رمال الجزيرة دهشت، فأسرعت تراجع ظنونها الخائبة، وارتدت إلى أذهانها صيحة الإسلام الأولى وانبعاثه من هذه الجزيرة العربية نفسها كالأتيّ يتحدر دفّاقا من مخارم الجبال إلى أطراف المعمورة فتحا وإنشاءا وإعمارا، لا أجلّ منه ولا أروع.

فانتصبت لهذا الأمر الجديد..ترصد أخباره، وتتعرف موارده ومصادره، وتتبين مبادئه وغاياته، عسى أن يكون فجره كاذبا، وأن يعود نشورة موتا.

<<  <   >  >>