موكبا إثر موكب، ترفرف عليه راية القرآن، وتحدوها أهازيج النصر بكلمة الله العليا:"لا إله إلا الله، والله أكبر" فيتلفت الدهر، ويهتز الثرى، وتردد الصدى السماء، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، فقد صدق الله وعده، وأيّد جنده، ونصر حزبه، وحزب الله هم المنصورون.
وتطبق الأجفان على هذه المواكب، لتحفظ صورها الروائع في سواد العين، وهي مواكب خوالد، لا تبرح ذاكرة التاريخ. نظمها جهاد هذين العربيين المسلمين العظيمين ملاحم كالشعر، ترينا أكبر نقلة في هذا العصر الحديث من الخرافة إلى الحقيقة، ومن التفرق إلى التوحد، ومن الجمود إلى الحركة، ومن الانطواء إلى الانتشار، ومن الانغلاق إلى الانفتاح.
وليكن هذا الشأن العرب والمسلمين إلى الأبد، إذا شاؤوا أن يحيوا سادة في أوطانهم، أحرارا أعزة.
لقد ظلت هذه الملاحم الخوالد إلى هذه الساعة دون أن تنال حظا من التصوير البارع، فهي تستشرف القلم الصناع يرسم واقعها الخيالي وخيالها الواقعي، ويجسد مواكبها ومعانيها في ألواح من النثر الفني البياني الرفيع والشعر "الشاعر" العبقري الأصيل، تحدث البهجة في النفوس، وتهيج العزائم للاقتداء.