للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(لا يعطى أحد القطبية حتى يعرف جميع عوالم هذه العروش والكراسي والسموات والأرضين بأسمائهم وأنسابهم وأعمارهم وأعمالهم) (١).

ونقل الشعراني عن إبراهيم المتبولي أنه قال:

(يرتسم الوجود كله في قلب الفقير (أي الصوفي) فيراه من قلبه. وإيضاح ذلك أن القلب إذا انجلى صار كالمرآة الكبيرة , فإذا قابلها بالعالم العلوي والسفلي ارتسم كله فيها) (٢).

وروى أيضا عن علي الخواص أنه قال:

(لا يكمل إيمان عبد حتى يصير الغيب عنده كالشهادة في عدم الريب) (٣).

ويقول محمد ضيف الله الجعلي السوداني:

(كشف الأولياء على قسمين: منهم من ينظر في اللوح فإنه لا يتغير ولا يتبدّل كسيدي علي الخواص. ومنهم من ينظر في ألواح المحور والإثبات , وعدتها ثلاثمائة وستون لوحا فإنها تتغير وتتبدّل , فإذا أخبر الوليّ بكلام ولم يقع فلا ينكر عليه بأن يقال: كذب , بل يحمل على أنه نظر في ألواح المحور والإثبات) (٤).

فانظر هذه الخرافة المختلقة ما أشنعها وأقبح بها.

وأما ابن عربي ومدرسته فقد تكلموا في مثل هذا كثيرا , ولا يخلو كتاب من كتبهم عن مثل هذه الخرافات والموبقات , فيقول ابن عربي:

(فأما العلم اللدني , فمتعلقه الإلهيات وما يؤدي إلى تحصيلها من الرحمة الخاصة. وأما علم النور فظهر سلطانه في الملأ الأعلى قبل وجود آدم بآلاف السنين من أيام الرب.

وأما علم الجمع والتفرقة فهو البحر المحيط , الذي اللوح المحفوظ جزء منه , ومنه يستفيد العقل الأول , وجميع الملأ الأعلى منه يستمدون. وما ناله أحد من الأمم سوى أولياء هذه الأمة. وتتنوع تجلياته في صدورهم على ستة آلاف ومائتين.


(١) الأخلاق المتبولية للشعراني ج ١ ص ٩٩.
(٢) أيضا ج ٣ ص ١٤٥.
(٣) طبقات الشعراني ج ١ ص١٥٦.
(٤) كتاب الطبقات في خصوص الأولياء والصالحين والعلماء والشعراء في السودان لمحمد ضيف الله الجعلي الفضلي المتوفى سنة ١٢٢٤ هـ المكتبة الثقافية بيروت لبنان.

<<  <   >  >>