للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

المحبوب , بصر باطنه , فيظهر له لوامع أنوار الغيب , وينفتح له باب الملكوت , ويلوح منه لوايح) (١).

والترمذي الملقب بالحكيم يقول: (إن الأولياء لهم علامات وعلوم , وأما ما يعرفونه من العلوم فهي (علم البدء , وعلم الميثاق , وعلم المقادير , وعلم الحروف , فهذه أصول الحكمة , وهي الحكمة العلمية , وإنما يظهر هذا العلم عن كبراء الأولياء ويقبله من له حظ في الولاية) (٢).

ويقول الجيلي عبد الكريم:

(كل واحد من الأفراد والأقطاب له التصرف في جميع الممكلة الوجودية , ويعلم كل واحد منهم ما اختلج في الليل والنهار فضلا عن لغات الطيور.

وقد قال الشبلي رحمه الله تعالى: لو دبّت نملة سوداء على صخرة صماء في ليلة ظلماء ولم أسمعها لقلت: أني مخدوع أو ممكور بي.

وقال غيره: لا أقول: ولم أشعر بها لأنه لا يتهيأ لها أن تدبّ إلا بقوتي وأنا محركها) (٣).

هذا ومثل هذا أكثر من أن يسعه كتاب , أو تشمله رسالة , ولقد تأتي حكايات المتصوفة المتضمنة إخبارهم بالغيب , وإحاطتهم بجميع علوم الكون وأحواله , وإطلاعهم على ما كان وما يكون في محله وفي باب مستقل إن شاء الله.


(١) شرح مقدمة التائية الكبرى لداود القيصري مخطوط ص ١٠٤ نقلا عن كتاب ختم الأولياء ص ٤٩٦.
(٢) ختم الولاية للحكيم الترمذي ص ٣٦٢.
(٣) الإنسان الكامل للجيلي ص١٢٢.

<<  <   >  >>