للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أجاهل كلّ ذي جسم وروح

بأرواح مثقفة طوال ... وترجمة بقرآن فصيح

أشدّ على كتيبة كل عقل ... تنازعني على الوحي الصريح

لي الورع الذي يسمو اعتلاء ... على الأحوال بالنبأ الصحيح

وساعدني عليه رجال صدق ... من الورعين من أهل الفتوح

يوالون الوجوب وكلّ ندب ... ويستثنون سلطنة المبيح) (١).

وهناك تصريحات أخرى منه ومن أتباعه , نذكرها في ترجمته في باب مستقل في الجزء الثاني من هذا الكتاب , تحت تراجم كبراء المتصوفين - إن شاء الرحمن -.

وأما الحكيم الترمذي الذي منه أخذ ابن عربي تلك الفكرة في أخذ النبي العلم والمعرفة من الملك , وأخذ الوليّ بدون واسطة , فيقول في جواب سؤال: ما الفرق بين النبوة والولاية؟:

(الفرق بين النبوة والولاية أن النبوة كلام ينفصل من الله وحيا , ومعه روح من الله فيقضي الوحي ويختم بالروح ... والولاية لمن ولى الله حديثه على طريق أخرى , فأوصله إليه فله الحديث , وينفصل ذلك الحديث من الله عز وجل , على لسان الحق معه السكينة , تتلقاه السكينة في قلب المحدّث , فيقبله ويسكن إليه) (٢).

ثم يذكر خاتم الأولياء فيقول:

(لما قبض الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم صيّر في أمته أربعين صديقا بهم تقوم الأرض , وهم آل بيته , فكلما مات واحد منهم خلفه من يقوم مقامه , حتى إذا انقرض عددهم وأتى وقت زوال الدنيا إبتعث الله وليا اصطفاه واجتباه , وقرّبه وأدناه , وأعطاه ما أعطى الأولياء , وخصّه بخاتم الولاية , فيكون حجة الله يوم القيامة على سائر


(١) الفتوحات المكية لابن عربي ج ٤ الباب الثالث والأربعون ص ٧١ بتحقيق عثمان إبراهيم يحيى مدكور ط الهيئة المصرية العامة للكتاب ١٩٧٥ م.
(٢) كتاب ختم الولاية الفصل العاشر علامات الأولياء ص ٣٤٦ , ٣٤٧.

<<  <   >  >>