للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ينقصون , على عدد بروج الفلك الاثني عشر , كل نقيب عالم بخاصية كل برج وبما أودع الله تعالى في مقامه من الأسرار والتأثيرات ... وأعلم أن الله تعالى قد جعل بأيدي هؤلاء النقباء علوم الشرائع المنزلة , ولهم استخراج خبايا النفوس وغوائلها , ومعرفة مكرهات وخداعها , وإبليس مكشوف عندهم , يعرفون منه ما لا يعرفه من نفسه , وهم من العلم بحيث إذا رأى أحدهم وطأة شخص في الأرض علم أنها وطأة سعيد أو شقيّ مثل العلماء بالآثار والقيافة) (١).

وأما من أراد مقارنة هذه المراتب بالمراتب الإسماعيلية فليرجع إلى كتابنا (الإسماعيلية القدامى تاريخ وعقائد) الباب السابع منه (ماهية الدعوة الإسماعيلية ونظامها).

ولا بأس من إيراد عبارة عن القاضي الإسماعيلي النعمان بن محمد المغربي , ذكر فيها أصحاب المراتب العليا , فيقول:

(والحدود السفلية هم: الأسس , الأئمة , والحجج , والنقباء , والأجنحة) (٢).

ومثل ذلك ذكر الداعي الإسماعيلي حميد الدين الكرماني في كتابه راحة العقل (٣).

وإبراهيم بن الحسين الحامدي (٤).

فهذه هي العقيدة الشيعية الأخرى التي تسربت إلى التصوف , وتحكمت فيهم , وسنوضح معاني هذه المصطلحات مع القضايا الأخرى في جزء مستقل من هذا الكتاب إن شاء الله.


(١) ضحى الإسلام لأحمد أمين ص ٢٤٥ ط القاهرة ١٩٥٢ م.
(٢) انظر أساس التأويل للنعمان القاضي المغربي ص ٧٠ , ٧١ ط دار الثقافة بيروت.
(٣) انظر ص ٢٥٢ وما بعد.
(٤) انظر تحفة القلوب ورقة ١٤٤ نسخة خطية في مكتبتي.

<<  <   >  >>