للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

كما نقل عن بشر بن الحارث أنه قيل له: (إن الناس يتكلمون فيك , فقال: وما عسى يقولون؟ قيل: يقولون: إنك تارك السنة يعنون النكاح.

فقال: قل لهم: إني مشغول بالفرض عن السنة , وقال مرة: ما يمنعني من ذلك إلا آية في كتاب الله تعالى قوله: {ولهن مثل الذي عليهن} , ولعسى أن لا أقوم بذلك , وكان يقول: لو كنت أعول دجاجة لخفت أن أكون جلاداً على الجسر هذا. يقوله في سنة عشرين ومائتين والحلال والنساء أحمد عاقبة , فكيف بوقتنا هذا؟

فالأفضل للمريد في مثل زماننا هذا ترك التزويج) (١) ... .

ويقول السهروردي:

(التزوج انحطاط من العزيمة إلى الرخص , وجوع من الترمح إلى النقص , وتقيدا بالأولاد والأزواج , ودوران حول مظان الاعوجاج , والتفاف إلى الدينا بعد الزهادة , وانعطاف على الهوى بمقتضى الطبيعة والعادة) (٢).

ثم نقل حديثا مكذوبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:

(خيركم بعد المائتين رجل خفيف الحاذ , قيل: يا رسول الله وما خفيف الحاذ؟. قال: الذي لا أهل له ولا ولد. وقال بعض الفقراء - لما قيل له: تزوج -: أنا إلى أن أطلق نفسي أحوج مني إلى التزوج) (٣).

وصوفي آخر محمد بن إبراهيم النفزي الرندي المتوفى سنة ٧٩٢ هـ ينقل عن صوفي قديم آخر , وهو سهل بن عبد الله التستري أنه قال:

(إياكم والاستمتاع بالنساء , والميل إليهن , فإن النساء مبعّدات من الحكمة , قريبات من الشيطان , وهي مصايده وحظه من بني آدم , فمن عطف إليهن بكليته فقد عطف على حظ الشيطان , ومن حاد عنهن يئس منه , وما مال الشيطان إلى أحد كميله إلى من استرق بالنساء , وإن الشر معهن حيث كنّ , فإذا رأيتم في وقتكم من قدركن إليهن فايأسوا منه.

قيل له: فحديث النبي صلى الله عليه وسلم: حبّب إليّ من دنياكم ثلاث , فذكر النساء؟.


(١) قوت القلوب ج٢ ص ٢٣٨ , أيضا عوارف المعارف ص ١٦٥ , أيضا الطبقات الكبرى للشعراني ج١ ص ٧٣ ط دار العلم للجميع - القاهرة ١٩٥٤ م.
(٢) انظر عوارف المعارف ص ١٦٤ , ١٦٥.
(٣) نفس المصدر ص ١٦٥.

<<  <   >  >>