للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقوله ((مثلهر)) هو العروض، ووزنه فاعلن، كان أصله مفعولاتُ فكشف بحذف التاء، وطوى بحذف الواو فصار مفعلا، فنقل إلى فاعلن. وقوله ((في عراقْ)) هو الضرب، ووزنه فاعلان، وقفَ بإسكان التاء وطوى بحذف الواو فصار مفعلاتْ، فنقل إلى فاعلانْ. وأشار على هذا الشاهد بقوله ((شام)) . الضرب الثاني مثل العروض مكشوفٌ مطوى، وبيته:

هاج الهوى رسمٌ بذات الغضا ... مخلولقٌ مستعجمٌ مُحولُ

فقوله ((تلغضا)) هو العروض، وقوله ((محولو)) هو الضرب، وزن كلّ منهما فاعلن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((محول)) ز الضرب الثالث أصلم، وبيته:

قالتولم تقصد لقيل الخنا ... مهىً فقد أبلغت أسماعي

فقوله ((للخنا)) هو العروض، وقوله ((ماعى)) هو الضرب وزنه ((فعلن)) ، كان في الأصل مفعولات فدخله الصّلم بحذف ((لات)) منه فبقي مفعو فُنقل إلى فعلن بإسكان العين. واشار إ'لى هذا الشاهد بقوله ((لقيل)) . العروض الثانية مخبولة مكشوفة لها ضرب واحد مثلها، وبيته:

النشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطرافُ الأكفّ عنمْ

فقوله ((هُدنا)) هو العروض، وقوله ((فعنم)) هو الضرب، وزن كل منهما فعلن بتحريك العين، وذلك لأن أصله مفعولات كشف بحذف تائه وخبل بحذف فائه وواوه فصار معلا فنقل إلى فعلن بتحريك العين. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((النشر)) . العروض الثالثة مشطورة موقوفة ضربها مثلها وبيته.

ينصحنَ في حافاته بالأبوالْ

فقوله ((بالأبوال)) وزنه مفعولانْ، وهو الضرب. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((حافات)) . العروض الرابعة مشطورة مكشوفة ضربها مثلها وبيته:

يا صاحبيْ رحلى أقلاّ عذلى

فقوله ((لا عدْلى)) وزنه مفعولن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((رحلى)) . ويدخل هذا البحر من الزّحاف الخبن والطي والخبل. فالخبن فيه صالح، والطي حسن، والخبل قبيح. وذهب أبو الحسن بن سبع رحمه الله إلى أن الخبن فيه حسن، والطي صالح، على العكس من رأي الخليل، وإليه ذهب صاحب العقد. والذوق السليم يشهد للخليل، فبيت الخبن:

أردْ من الامور ما ينبغي ... وما تطيقهُ وما يستقيم

كل مستفعلن فيه مخبون. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((أرد)) . وبيت الطي:

قال لها وهو بها عالمٌ ... ويحك أمثال طريفٍ قليلْ

كل مستفعلن فيه مطوي. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((طريف)) . وبيت الخبل:

وبلدٍ قطعهُ عامرٌ ... وجملٍ نحره في الطريقْ

كل مستفعلن فيه مخبول. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((في الطريق)) . ويدخل الخبن أيضاً في المشطور الموقوف، وبيته:

لابدّ منهُ فانحدْرن وارقين

فقوله ((نورقين)) وزنه فعولان. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((ولابد)) ويدخل أيضاً الخبن في المشطور المكشوف وبيته:

يا ربِّ إنْ أخطأت أو نسيتُ

فقوله ((نسيتُ)) وزنه فعولن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((إنْ أخطات)) . ((تنبيهات)) الأول: أثبتَ بعضهم للعروض الثانية ضرباً أصلم كقوله:

يا أيها الزارى على عُمرٍ ... قد قلت فيه غير ما تعلمْ

وعلى ذلك مشى ابن السقاط وابن الحاجب وكثير من العروضيين. قال ابن بري: ويجوز اجتماع هذا الضرب الأصلم مع الضرب الآخر في قصيدة واحدة كقول المُرقّش:

االنشر مسكٌ والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكف عنمْ

مع قوله:

ليس على طول الحياة ندم ... ومن وراء الموتِ ما يعلمُ

قال: وإنما جاز ذلك في السريع لأنه صير فيه مفعولات بالخبل والكشف إلى فعلن بكسر العين، فكأنه في الأصل فعلن فسكّن تخفيفاً كما فعل ذلك في فعلن الناشئ عن متفاعلن بالحذذ والإضمار، وإلى هذا نحا الزجّاج. قال ابن بري: وفيه نظر، لأنه قاس فعلن في السريع، في جواز تسكينه على فعلن في الكامل والأمر فيهما مختلف، فإن العين في الكامل ثاني سبب فيجوز إسكانها بالإضمار، وهي في فعلن في السريع أول سبب، وأوائل الأسباب لا تغير

<<  <   >  >>