للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفؤادي كعهده لسليمى ... بهوىً لم يزل ولم يتغيرْ

وأجزاؤه كلها مخبونة. وأشار الناظم إلى هذا الشاهد بقوله ((فلم يتغير)) . وبيت الكف:

يا عُمير ما تظهر من هواك ... أو تُجِنُّ يستكثر حين يبدو

أجزاؤه كلها إلا الضرب مكفوفة. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((يا عمير)) . وبيت الشكل:

صرمتكَ أسماء بعدَ وصالها ... فأصبحت مكتبئاً حزينا

أجزاؤه الأول والثالث والخامس مشكولة. وأشار الناظم إلى هذا الشاهد بقوله ((وصالها)) . ويدخل الضرب الأول التشعيث. وقد مرَّ تفسيره والكلام عليه فيما أجرى من العلل مجرى الزحاف، وبيته:

إنّ قومي جحا جحةٌ كرامٌ ... متقادمٌ عهدهم أخيارُ

فقوله ((أخيارو)) هو الضرب، وزنه مفعولن، وفيه مع ذلك أيضاً الشكل بالجزء الثاني والجزء الرابع، وفي كل منهما الطرفان. وأشار الناظم إلى هذا الشاهد بقوله ((جحا جحة)) . ويدخل الخبن في الضرب المحذوف، وبييته:

والمنايا من بين سارٍ وغادٍ ... كلُّ حيٍّ

كلُّ في حبلها علقُ

فقوله (علقو)) وزنه فعلن. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((في حبلها)) . ((تنبيه)) استدرك بعض العروضيين لهذا البحر عروضاً مجزوءة مقصورة مخبونة لها ضرب مثلها وجعل منها قول أبي العتاهية:

عُتْبُ ما للخيال ... خبريني ومالي

ويحكى أن أبا العتاهية لما قال أبياته التي هذا أولها قيل له خرجت عن العروض. فقال: أنا سبقت العروض.

المضارعُ

أقول: قال الخليل: سمي بذلك لمضارعته المقتضب في أن أحد جزأيه مفروق الوتد. وقيل: لأنه ضارع الهزج في أنه مجزوء وأن وتده المجموع تقدم على سببيه. وقال الزجاج: لمضارعته المجتثَّ في حال قبضه. وهذا البحر مبني في الدائرة من ستة أجزاء على هذه الصورة: مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن، مفاعيلن فاع لاتن مفاعيلن قال:

لماذا دعاني مثل زيدٍ إلى ثنا ... فإن تدن منه شبراً أذكر إليه ذا

أقول: اللام من قوله ((لما)) إشارة إلى أن هذا البحر هو الثاني عشر من البحور، والميم ملغاة والألف منه إشارة إلى أن له عروضاً واحدة، والألف من قوله ((ذا)) إشارة إلى أن له ضرباً واحداً. فالعروض مجزوءة صحيحة وضربها مثلها، وبيته:

دعاني إلى سعادٍ ... دواعي هوى سعادِ

فقوله ((لا سعادن)) هو العروض، وقوله ((واسعادي)) هو الضرب، وزن كل منهما فاع لاتن وهي مفروقة الوتد لما علمته. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((دعاني)) . وبين ياء مفاعيلن ونونها في هذا البحر مراقبةٌ كما تقدم، فلا يثبتان معاً ولا يحذفان معاً، والواجب حذف أحدهما لا على التعيين. والبيت النتقدم شاهد على الكف وهو حذف النون من مفاعيلن. وبيت القبض:

وقد رأيت الرجالَ ... فما رأى مثل زيد

وفيه أيضاً شاهدٌ على كف العروض. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((مثل زيد)) . ويدخل الجزء الأول من هذا البحر الشَّتْرُ والخرب. فبيت الشتر:

سوف أُهدى لسلمى ... ثناءً على ثناء

فقوله ((سوف أه)) وزنه فاعلن. دخله الشتر وهو اجتماع الخرم والقبض وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((ثنا)) . وبيت الخرب:

إنْ تدن منه شبراً ... يُقربك منه باعا

فقوله ((إن تدن)) وزنه مقعول، اجتمع الخرم والكف، وهو المسمى بالخرب، فيصير مفاعيلن على فاعيل فينقل إلى مقعول. وأشار إلى هذا الشاهد بقوله ((فإن تدن منه شبرا)) . ((تنبيه)) زعم بعض العروضيين أنه يجوز في هذا البحر تركُ المراقبة، وأنشد على ذلك:

بنو سعدٍ خير قومٍ ... لجاراتٍ أو معان

ولا حجة فيه لأن قائله مولّد. هكذا قالوا. وحكى الجواهري اجتماع القبض والكف فيه، وأنشد:

أشاقك طيفُ ما مهْ ... بمكة أم حمامهْ

جزوء الأول والثالث مقبوضان مكفوفان، ولا جحةَ فيه لجواز أن يكون من مشكول المجتث، أو من العروض المجزوءة المقطوفة التي حكاها الأخفش للوافر. وأنكر الأخفش أن يكون المضارع والمقتضب من شعر العرب وزعم أنه لم يسمع منهم شيء من ذلك. قلت وهو محجوج بنقل الخليل. قال الزجاج: هما قليلان حتى إنه لا يوجد منهما قصيدة لعربي، وإنما يروى من كل واحد منهما البيت والبيتان، ولا يُنسب بيت منهما إلى شاعر من العرب ولا يوجد في أشعار القبائل.

المُقتضب

<<  <   >  >>