قيل لبنان: من دَخَلَ إِلَى طَعَامٍ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُدْعَى إليه دخل لصا وخرج مغيرًا؛ قَالَ: مَا أكله إلا حلالًا. قيل لَهُ: وكيف ذَلِكَ؟ قَالَ أليس يَقُول لصاحب الوليمة للخباز: زد فِي كُل شَيْء؛ وإذا أراد أَن يطعم مئة قدر لمئة وعشرين, فَإِنَّهُ يجيئنا من نريد ومن لا نريد؟ فأنا مِمَّن لا يريد.
٧٩- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر أَحْمَد بْن سُلَيْمَان بْن عَلِي المقرئ, أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن مُحَمَّد البزاز, أَخْبَرَنَا جَعْفَر بْن مُحَمَّد بْن الْقَاسِمِ, أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاس الطوسي, أَخْبَرَنَا مُحَمَّد بْن سَعْد, قَالَ: قُلْت لطفيلي مرة: ويلك! تأكل حرامًا؟! قَالَ: مَا أكلت قط إلا حلالًا. قُلْت: وكيف ذاك؟ قَالَ: لأني إِذَا دخلت دارًا لقوم قصدت بَاب النِّسَاء, فيقولون ههنا ههنا, فقولهم: ههنا هُوَ دعوة, فَمَا آكل إلا حلالًا.
٨٠-أخبرني أَبُو القاسم الأزهري, أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم, أَخْبَرَنَا عبيد اللَّه بْن عَبْد الرَّحْمَنِ السكري, أخبرنا عبد الله ابن أَبِي أسعد, حَدَّثَنِي أَحْمَد بْن جَابِر بْن يَزِيد, حَدَّثَنِي سندي بْن صدقة, قَالَ: كُنَّا عَلَى سطح- يَعْنِي بمصر- ومعنا أَبُو نواس, فأقبلت رفقة يريدون الخصيب, فدعا أَبُو النواس بدواة, وكتب إِلَى الخصيب:
قَدِ استزرت عصبة فأقبلوا ... وعصبة لَمْ تستزرهم طفلوا
رجوك فِي تطفيلهم وأملوا ... وللرجاء حرمة لاتجهل
قابلهم خيرًا فأنت الأفضل ... وافعل كَمَا كنت قديمًا تفعل