مُحَمَّد المقرئ, أَخْبَرَنَا المظفر بْن يَحْيَى, أنشدني أَبُو الْحَسَن الأسدي لنفسه:
كنت يا سيدي عَلَى التطفيل ... أمس لولا مخافة التثقيل
وتذكرت دهشة القارع البا ... ب إِذَا مَا أتى بغير رسول
وتخوفت أن أكون على القو ... م ثقيلًا, فقدت كُل ثقيل
لو تراني وَقَدْ وقفت أروي ... فِي دخول إليك أَوْ فِي حلول
لرأيت العذراء حِينَ تحايا ... وَهِيَ من شهوة عَلَى التعجيل
١٠٢- حَدَّثَنِي أَبُو الْحُسَيْن عَبْد الصمد بْن مُحَمَّد بْن الفضل القابوسي, عَن أَبِي عَلِي سُلَيْمَان بْن الفتح الموصلي, حَدَّثَنِي هبة اللَّه بْن مسرة الشاعر البلدي قَالَ: اجتزت وأبو الفضائل إِبْرَاهِيم بْن أَحْمَد الأنطاكي بباب رشأ غلام الخالدي الشاعر, فَقَالَ أَبُو الفضائل: لِهَذَا الرجل سماع وَقَدْ ورد مَعَهُ من العراق, فَمَا ترى فِي النزول بِهِ والتعرض لاستماع غنائه؟ فقلت: على شريطة أَن لا أسأله ذَلِكَ, وأن تتولى أَنْتَ خطابه. فنزلنا عنده, وأفضينا فِي الْحَدِيث, وعرض أَبُو الفضائل باستدعاء الطعام والشراب حرصًا على السماع؛ فلم يجبه إِلَى ذَلِكَ, واحتج بمعاذير اللئام, فانصرفنا عَنْهُ.
قَالَ أَبُو عَلِي: فأنشدني فِي ذَلِكَ يخاطب أبا الفضائل:
خفيت عليك منازل التطفيل ... فنزلت من رشأ بشر نزيل
وطرقته فطرقت ذئبًا أطلسًا ... أَوْ حية صماء ذَات صليل
فرقيته وقرأت كُل صحيفة ... حَتَّى قرأت صحيفة الإنجيل
وزعمت أَن أباه من عظمائهم ... يومي إِلَى توفيل أَوْ منويل
حَتَّى خشيتك أَن تقبل كفه ... حب الرجاء وطاعة التأميل