للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- نائلة زوجة عثمان تنصحه وتحذره مروان (١) : ⦗١٦٣⦘

لما خرج عليّ دخلت عليه نائلة زوجته، وقالت: أتكلم أو أسكت؟ فقال: تكلمي. فقالت: سمعت قول عليّ لك، وأنه ليس يعاودك، وقد أطعت مروان يقودك حيث شاء. قال: فما أصنع؟. قالت: تتقي اللَّه وحده لا شريك له، وتتبع سنة صاحبيك من قبلك، فإنك متى أطعت مروان قتلك. ومروان ليس له عند الناس قدر ولا هيبة ولا محبة، وإنما تركك الناس لمكان مروان. فأرسل إلى عليّ فاستصلحه فإن له قرابة منك فهو لا يعصيك. فأرسل إلى عليّ فأبى أن يأتيه وقال: قد أعلمته أني لست بعائد.

فبلغ مروان مقالة نائلة فيه، فجاء إلى عثمان فجلس بين يديه. فقال: أتكلم أو أسكت؟ فقال: تكلم. فقال: إن بنت الفرافصة. فقال عثمان: لا تذكرنَّها بحرف فَأُسَوِّدُ (٢) وجهك، فهي واللَّه أنصح لي منك. فكفَّ مروان.


(١) الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج ٢/ص ٦٥٩، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج ٣/ص ٥٧.
(٢) ورد في الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج ٢/ص ٦٦٠: "فَأُسَوِّئ لك وجهك"، وفي ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج ٣/ص ٥٧: "فَأُسَوَّد وجهك".

<<  <   >  >>