للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

- مروان ودفاعه عن عثمان (١)

لما ألقى الناس النيران في أبواب دار عثمان فاحترق بعضها قال: ما احترق الباب إلا لما هو أعظم منه. لا يحركنَّ رجل منكم يده. فواللَّه لو كنت أقصاكم لتخطوكم حتى يقتلوني. ولو كنت أدناكم ما جاوزوني إلى غيري وإني لصابر كما عهد إليَّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم لأصرعن مصرعي الذي كتب اللَّه عز وجل لي.

فقال مروان: واللَّه لا تقتل وأنا أسمع الصوت. ثم خرج بالسيف على الباب يتمثل بهذا الشعر:

قد علمتْ ذات القرون الميل ... والكف والأنامل الطفول

أبي أروع أول الرعيل ... بغارة مثل قَطا الشليل

ثم صاح: من يبارز وقد رفع أسفل درعه فجعله في منطقته، فوثب إليه ابن النباع، فضربه على رقبته من خلفه، فأثبته حتى سقط، فما ينبض منه عرق، فأدخل بيت فاطمة ابنة أوْس جدة إبراهيم بن العديّ وكانت أرضعت مروان، وأرضعت له. وفي رواية أن فاطمة وثبت على عبيد بن رفاع الذي أراد أن يجهز عليه بعد ضربة ابن النباع وقالت: إن كنت إنما تريد قتل الرجل فقد قتل، وإن كنت تريد أن تلعب بلحمه فهذا قبيح. فكفَّ عنه. فما زالوا يشكرونها لها فاستعملوا ابنها إبراهيم بعد.


(١) الطبري، تاريخ الأمم والملوك ج ٢/ص ٦٥٩، ابن الأثير، الكامل في التاريخ ج ٣/ص ٦٦.

<<  <   >  >>