فَظهر بِمَا ذَكرْنَاهُ أَنه بالهلال يكون تَوْقِيت الشَّهْر وَالسّنة وَأَنه لَيْسَ شَيْء يقوم مقَام الْهلَال الْبَتَّةَ لظُهُوره وَظُهُور الْعدَد الْمَبْنِيّ عَلَيْهِ وتيسر ذَلِك وعمومه وَغير ذَلِك من الْمصَالح الخالية من الْمَفَاسِد.
وَمن عرف مَا دخل على أهل الْكِتَابَيْنِ وَالصَّابِئِينَ وَالْمَجُوس وَغَيرهم فِي أعيادهم وعباداتهم وتواريخهم وَغير ذَلِك من أُمُورهم من الِاضْطِرَاب والحرج وَغير ذَلِك من الْمَفَاسِد ازْدَادَ شكره على نعْمَة الْإِسْلَام مَعَ اتِّفَاقهم أَن الْأَنْبِيَاء لم يشرعوا شَيْئا من ذَلِك وَإِنَّمَا دخل عَلَيْهِم ذَلِك من جِهَة المتفلسفة الصائبة الَّذين دخلُوا فِي ملتهم وشرعوا لَهُم من الدّين مَا لم يَأْذَن بِهِ الله