[٤٦٩] عَن عبد الله بن أبي بكر بن حزم أَن فِي الْكتاب الَّذِي كتبه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَمْرو بن حزم أَن لَا يمس الْقُرْآن إِلَّا طَاهِر قَالَ الْبَاجِيّ هَذَا أصل فِي كِتَابَة الْعلم وتحصينه فِي الْكتب وَقَالَ بن عبد الْبر لَا خلاف عَن مَالك فِي إرْسَال هَذَا الحَدِيث وَقد رُوِيَ مُسْندًا من وَجه صَالح وَهُوَ كتاب مَشْهُور عِنْد أهل السّير مَعْرُوف عِنْد أهل الْعلم معرفَة يسْتَغْنى بهَا فِي شهرتها عَن الْإِسْنَاد لِأَنَّهُ أشبه التَّوَاتُر فِي مَجِيئه لتلقي النَّاس لَهُ بِالْقبُولِ قلت أخرج الْبَيْهَقِيّ فِي دَلَائِل النُّبُوَّة من طَرِيق بن إِسْحَاق قَالَ حَدثنِي عبد الله بن أبي بكر عَن أَبِيه أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم قَالَ هَذَا كتاب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عندنَا الَّذِي كتبه لعَمْرو بن حزم حِين بَعثه إِلَى الْيمن يفقه أَهلهَا وَيُعلمهُم السّنة وَيَأْخُذ صَدَقَاتهمْ فَكتب لَهُ كتابا وعهدا وَأمره فيهم أمره فَكتب بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ عهدا من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لعَمْرو بن حزم حِين بَعثه إِلَى الْيمن أمره بتقوى الله فِي أمره كُله فان اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ وَأمره أَن يَأْخُذ الْحق كَمَا أمره أَن يبشر النَّاس بِالْخَيرِ وَيَأْمُرهُمْ بِهِ وَيعلم النَّاس الْقُرْآن ويفقههم فِيهِ وَينْهى النَّاس فَلَا يمس أحد الْقُرْآن إِلَّا وَهُوَ طَاهِر يخبر النَّاس بِالَّذِي لَهُم وَالَّذِي عَلَيْهِم ويلين لَهُم فِي الْحق ويشتد عَلَيْهِم فِي الظُّلم فَإِن اله كره الظُّلم وَنهى عَنهُ وَقَالَ إِلَّا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ويبشر النَّاس بِالْجنَّةِ وبعملها وينذر النَّاس النَّار وعملها ويستألف النَّاس حَيّ يفقهوا فِي الدّين وَيعلم النَّاس معالم الْحَج وسننه وفرائضه وَينْهى النَّاس أَن يُصَلِّي الرجل فِي ثوب وَاحِد صغر إِلَّا أَن يكون وَاسِعًا فيخالف بَين طَرفَيْهِ على عَاتِقيهِ وَينْهى أَن يحتبي الرجل فِي ثوب وَاحِد ويفضي إِلَى السَّمَاء بفرجه وَلَا يعقص شعر رَأسه إِذا عَفا فِي قَفاهُ وَينْهى النَّاس إِن كَانَ بَينهم هيج أَن يدعوا إِلَى الْقَبَائِل والعشائر وَليكن دعاؤهم إِلَى الله وَحده لَا شريك لَهُ فَمن لم يدع إِلَى الله ودعا إِلَى العشائر والقبائل فليعطفوا فِيهِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يكون دعاؤهم إِلَى الله وَحده لَا شريك لَهُ وَيَأْمُر النَّاس باسباغ الْوضُوء وُجُوههم وأيديهم إِلَى الْمرَافِق وأرجلهم إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِن يمسحوا رؤوسهم كَمَا أَمرهم الله وَأمره بِالصَّلَاةِ لوَقْتهَا وإتمام الرُّكُوع والخشوع وَإِن يغلس بالصبح ويهجر بالهاجرة حَتَّى تميل الشَّمْس وَصَلَاة الْعَصْر وَالشَّمْس فِي الأَرْض مُدبرَة وَالْمغْرب حِين يقبل اللَّيْل لَا تُؤخر حَتَّى تبدو النُّجُوم فِي السَّمَاء وَالْعشَاء أول اللَّيْل وَأمرهمْ السَّعْي إِلَى الْجُمُعَة إِذا نُودي بهَا وَالْغسْل عِنْد الرواج إِلَيْهَا وَأمره أَن يَأْخُذ من الْغَنَائِم خمس الله وَمَا كتب على الْمُؤمنِينَ فِي الصَّدَقَة من الْعقار فِيمَا سقت السَّمَاء الْعشْر وَفِيمَا سقت الْقرب نصف الْعشْر وَفِي كل عشر من الْإِبِل شَاتَان وَفِي كل عشْرين أَربع وَفِي كل ثَلَاثِينَ من الْبَقر تبيع أَو تبيعة جذع أَو جَذَعَة وَفِي كل أَرْبَعِينَ من الْغنم سَائِمَة شَاة فانها فَرِيضَة الله الَّتِي افْترض على الْمُؤمنِينَ فِي الصَّدَقَة فَمن زَاد فَهُوَ خير لَهُ وَأَنه من أسلم من يَهُودِيّ أَو نَصْرَانِيّ إسلاما خَالِصا من نَفسه فدان دين الْإِسْلَام فَإِنَّهُ من الْمُؤمنِينَ لَهُ مَالهم وَعَلِيهِ مَا عَلَيْهِم وَمن كَانَ على نَصْرَانِيَّة أَو يَهُودِيَّة فَإِنَّهُ لَا يُغير عَنْهَا وعَلى كل حالم ذكر أَو أُنْثَى حر أَو عبد دِينَار واف أَو عرضه من الثِّيَاب فَمن أدّى ذَلِك فَإِن لَهُ ذمَّة الله وَذمَّة رَسُوله وَمن منع ذَلِك فَإِنَّهُ عَدو الله وَرَسُوله وَالْمُؤمنِينَ جَمِيعًا صلوا الله على مُحَمَّد وَالسَّلَام عَلَيْهِ وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَقد روى سلمَان بن دَاوُد عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم عَن أَبِيه عَن جده هَذَا الحَدِيث مَوْصُولا بِزِيَادَات كَثِيرَة فِي الزكوات والديات وَغير ذَلِك ونقصان عَن بعض مَا ذَكرْنَاهُ قلت وسأسوقه فِي كتاب الْعُقُول
[٤٧١] من فَاتَهُ حزبه من اللَّيْل فقرأه حِين تَزُول الشَّمْس إى صَلَاة الظّهْر قَالَ بن عبد الْبر هَكَذَا هَذَا الحَدِيث فِي الْمُوَطَّأ وَهُوَ وهم من دَاوُد لِأَن الْمَحْفُوظ من حَدِيث بن شهَاب عَن السَّائِب بن يزِيد وَعبيد الله بن عبد الله عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الْقَارئ عَن عمر من نَام عَن حزبه فقرأه مَا بَين صَلَاة الْفجْر وَصَلَاة الظّهْر كتب لَهُ كَأَنَّمَا قَرَأَهُ من اللَّيْل وَمن أَصْحَاب بن شهَاب من رَفعه عَنهُ بِسَنَدِهِ عَن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَهَذَا أولى بِالصَّوَابِ من حَدِيث دَاوُد حِين جعله من زَوَال الشَّمْس إِلَى صَلَاة الظّهْر لِأَن ذَلِك وَقت ضيق قد لَا يسع الحزب وَلِأَن بن شهَاب أتقن حفظا وَأثبت نقلا قلت أخرجه مُسلم وَالْأَرْبَعَة من طَرِيق يُونُس عَن بن شهَاب بِهِ مَرْفُوعا