[٤٧٣] ثمَّ لببته بردائه بتَشْديد الْبَاء الأولى أخذت بِمَجَامِع رِدَائه فِي عُنُقه وجررته بِهِ مَأْخُوذ من اللبة بِفَتْح اللَّام لِأَنَّهُ يقبض عَلَيْهَا إِن هَذَا الْقُرْآن أنزل على سَبْعَة أحرف اخْتلف الْعلمَاء فِي المُرَاد بسبعة أحرف على نَحْو أَرْبَعِينَ قولا سقتها فِي كتابي الإتقان وأرجحها عِنْدِي قَول من قَالَ إِن هَذَا من الْمُتَشَابه الَّذِي لَا يدْرِي تَأْوِيله فَإِن الحَدِيث كالقرآن مِنْهُ الْمُحكم والمتشابه
[٤٧٤] إِنَّمَا مثل صَاحب الْقُرْآن أَي الَّذِي يألفه
[٤٧٥] أَن الْحَارِث بن هِشَام هُوَ أَخُو أبي جهل أسلم يَوْم الْفَتْح وَكَانَ من فضلاء الصَّحَابَة وَاسْتشْهدَ فِي فتوح الشَّام سَأَلَ كَذَا هُنَا وَفِي أَكثر الْكتب على أَنه من مُسْند عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا وَعند أَحْمد عَن عَائِشَة عَن الْحَارِث بن هِشَام قَالَ سَأَلت فَجعله من مُسْند الْحَارِث أَحْيَانًا بِالنّصب على الظَّرْفِيَّة وعامله يأتيني فِي مثل صلصلة الجرس الصلصلة بمهملتين مفتوحتين وَسُكُون اللَّام الأولى فِي الأَصْل صَوت وُقُوع الحَدِيث بعضه على بعض ثمَّ أطلق على كل صَوت لَهُ طنين وَقيل هُوَ صَوت متدارك لَا يفهم من أول وهلة والجرس الجلجل ثمَّ قيل الصلصلة الْمَذْكُورَة صَوت الْملك بِالْوَحْي وَقيل صَوت خَفق أجنحته وَهُوَ أشده عَليّ قيل إِنَّمَا كَانَ يَأْتِيهِ هَكَذَا إِذا نزلت آيَة وَعِيد أَو تهديد فَيفْصم بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الْفَاء وَكسر الصَّاد الْمُهْملَة أَي يقْلع وأصل الفصم الْقطع وَأَحْيَانا يتَمَثَّل أَي يتَصَوَّر لي الْملك أَي جِبْرِيل وَاللَّام للْعهد رجلا نصب على الْمصدر أَي مثل رجل أَو على التَّمْيِيز أَو الْحَال أَي هَيْئَة رجل وَقد تقدم تَحْقِيق ذَلِك فِي أول هَذَا الشَّرْح فيكلمني وَقع فِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ من طَرِيق القعْنبِي عَن مَالك فيعلمني بِالْعينِ قَالَ الْحَافِظ بن حجر وَهُوَ تَصْحِيف فَإِنَّهُ فِي الْمُوَطَّأ رِوَايَة القعْنبِي بِالْكَاف فأعي مَا يَقُول زَاد أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه وَهُوَ أهونه عَليّ وَإِن جَبينه ليتفصد بِالْفَاءِ وتشدد الْمُهْملَة مَأْخُوذ من الفصد وَهُوَ قطع الْعرق لاسالة الدَّم شبه جَبينه بالعرق الْمَقْصُود مُبَالغَة فِي كَثْرَة الْعرق وصحفه الْحَافِظ أَبُو الْفضل بن طَاهِر بِالْقَافِ فَرده عَلَيْهِ المؤتمن السَّاجِي وَابْن نَاصِر فكابر وأصر على الْقَاف عرقا نصب على التَّمْيِيز زَاد الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل فِي آخر الحَدِيث وَإِن كَانَ ليوحى إِلَيْهِ وَهُوَ على نَاقَته فَتضْرب بِجِرَانِهَا من ثقل مَا يُوحى إِلَيْهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute