الْحَمد لله الْمُحِيط بِكُل شَيْء علما العالي عَليّ كل مُسَمّى اسْمه وَالصَّلَاة وَالسَّلَام على نبيه مُحَمَّد الَّذِي توفر فِي أغراض المعلومات سَهْمه وعَلى آله وَصَحبه الَّذين مَا مَنعهم إِلَّا من علا فِي أفق الْهِدَايَة نجمه
[أما بعد]
فَإِن بعض الإخوان التمس مني الْكَلَام على رُوَاة كتاب الْآثَار للْإِمَام أبي عبد الله مُحَمَّد بن الْحسن الشَّيْبَانِيّ الَّتِي رَوَاهَا عَن الإِمَام أبي حنيفَة فأجبته إِلَى ذَلِك مسارعا ووقفت عِنْد مَا اقترح طَائِعا ورتبته على حُرُوف المعجم فِي الْأَسْمَاء ثمَّ الكنى ثمَّ الْمُبْهم مَعَ بَيَان مَا أمكن الْوُصُول إِلَى مَعْرفَته فَإِن كَانَ الرجل مترجما فِي تَهْذِيب الْكَمَال لم أعرف من حَاله بِأَكْثَرَ من أَن أَقُول فِي التَّهْذِيب وَرُبمَا عرفت بِبَعْض حَاله لأمر يَقْتَضِيهِ فَإِن لم يكن من رجال التَّهْذِيب ذكرت فِي تَرْجَمته مَا تيَسّر الْوُقُوف عَلَيْهِ متعرضا لما فِيهِ من مدح أَو قدح على سَبِيل الإيجاز والإختصار وَلم أقتصر على ذكر من لَهُ رِوَايَة فِي الْكتاب بل ذكرت كل من وَقع فِيهِ مُسَمّى أَو غير مُسَمّى تكثرا للفائدة ومطابقة للمسألة وسميته الإيثار بِمَعْرِِفَة رُوَاة الْآثَار وَالله تَعَالَى أسأَل أَن ينفعنا بِمَا علمنَا وَأَن يسلمنا من شَرّ مَا خلق فَلَا نجاة لنا إِلَّا إِن سلمنَا بمنه وَكَرمه