فَقِيرا فى ابْتِدَاء أمره فَاحْتَاجَ إِلَى أَن دخل من الخدم السُّلْطَانِيَّة فولى أعمالا ثمَّ جعله المقتفى لأمر الله مشرفا فى المخزن ثمَّ نقل إِلَى كِتَابَة ديوَان الزِّمَام ثمَّ ظهر للمقتفى كِفَايَته وشهامته فولاه الوزارة وخلع عَلَيْهِ وَخرج فى أبهة عَظِيمَة وَمَشى أَرْبَاب الدولة وَأَصْحَاب المناصب كلهم بَين يَدَيْهِ وَهُوَ رَاكب إِلَى الإيوان من الدِّيوَان وَحضر الْقُرَّاء وَالشعرَاء وَكَانَ يَوْمًا مشهودا وقرىء تَقْلِيده وَكَانَ عَظِيما وبولغ فى مدحه وَالثنَاء عَلَيْهِ إِلَى الْغَايَة وخوطب فِيهِ بالوزير الْعَالم الْعَادِل عون الدّين جلال الْإِسْلَام صفى الإِمَام شرف الْأَنَام معز الدولة مجير الْملَّة عماد الْأمة مصطفى الْخلَافَة تَاج الْمُلُوك والسلاطين صدر الشرق والغرب سيد الوزراء ظهير أميره الْمُؤمنِينَ
وَقَالَ يَوْمًا لَا تَقولُوا سيد الوزراء فَإِن الله تَعَالَى سمى هَارُون وزيرا وَجَاء عَن النبى أَن وزيره من أهل السَّمَاء جِبْرِيل وَمِيكَائِيل وَمن أهل الأَرْض أَبُو بكر وَعمر
وفى رِوَايَة إِن الله اختارنى وَاخْتَارَ لى أصحابا فجعلهم وزراء وأنصاراً فَلَا يصلح أَن يُقَال عَنى سيد الوزراء ثمَّ ركب إِلَى منزله بِمن حضر وَقَامَ بِالْأَمر إِلَى نهايته