للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلم يزل يدرس بمسجده من بَاب النَّصْر وبجامع الْمَنْصُور ثمَّ انْتقل إِلَى الْجَانِب الشَّرْقِي فدرس فِي مَسْجِد مُقَابل لدار الْخلَافَة ثمَّ انْتقل لأجل الْغَرق إِلَى بَاب الطاق وَسكن درب الديواني من الرصافة ودرس بِمَسْجِد على بَاب الدَّرْب وبجامع المهدى وَكَانَ مُخْتَصر الْكَلَام مليح التدريس جيد الْكَلَام فِي المناظرة عَالما بالفرائض وَأَحْكَام الْقُرْآن وَالْأُصُول وَكَانَ لَهُ مجْلِس للنَّظَر كل يَوْم إثنين ويقصده جمَاعَة من الْمُخَالفين وَكَانَ شَدِيد القَوْل وَاللِّسَان على أهل الْبدع وَلم تزل كَلمته عالية عَلَيْهِم وانْتهى إِلَيْهِ فِي وقته الرحلة لطلب مَذْهَب الإِمَام أَحْمد وَقد أثنى عَلَيْهِ ابْن السَّمْعَانِيّ وَابْن عقيل وتفقه على جمَاعَة الحلوانى وَالْقَاضِي أبي الْحُسَيْن وَكَانَ مُعظما عِنْد الْخَاص وَالْعَام زاهدا فِي الدُّنْيَا إِلَى الْغَايَة قَائِما بإنكار الْمُنكر بِيَدِهِ وَلسَانه مُجْتَهدا فِي ذَلِك

وَفِي سنة أَربع وَسِتِّينَ اجْتمع الشريف وَمَعَهُ الْحَنَابِلَة وَأَبُو إِسْحَاق الشيرازى وطلبوا من الدولة قلع المواخير وتتبع المفسدين وَمن يَبِيع النَّبِيذ وَضرب دَرَاهِم تقع بهَا العاملة عوض القراضنة

فَأجَاب الْخَلِيفَة لذَلِك وهرب المفسدات أريقت الأنبذة ووعدوا بقلع المواخير ومكاتبة عضد الدولة بقلعها والتقدم بِضَرْب الدَّرَاهِم الَّتِي يتعامل بهَا فَلم يقنع الشريف وَلَا أَبُو إِسْحَاق بِهَذَا الْوَعْد وَبَقِي الشريف مُدَّة طَوِيلَة متعبا مُهَاجرا لَهُم وَحكى أَبُو الْمَعَالِي صَالح بن شَافِع عَمَّن حدث أَن الشريف رأى مُحَمَّدًا وَكيل الْخَلِيفَة حِين غرقت بَغْدَاد سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَجرى على دَار الْخَلِيفَة الْعَجَائِب فَقَالَ الشريف يَا مُحَمَّد يَا مُحَمَّد فَقَالَ لبيْك يَا سيدنَا فَقَالَ لَهُ قل لَهُ كتبنَا وكتبتم وَجَاء جَوَابنَا قبل جوابكم يُشِير إِلَى قَول الْخَلِيفَة سنكاتب فِي رفع المواخير وَيُرِيد بجوابه الْغَرق وَمَا جرى فِيهِ

توفّي لَيْلَة الْخَمِيس سحر خَامِس عشر صفر سنة سبعين وَأَرْبَعمِائَة وغسله

<<  <  ج: ص:  >  >>