وَسمع من عَمه الْخَطِيب فَخر الدّين والحافظ عبد الْقَادِر الرهاوي وحنبل الرصافي ثمَّ ارتحل إِلَى بَغْدَاد وَسمع بهَا من عبد الْوَهَّاب ابْن سكينَة والحافظ ابْن الْأَخْضَر مَعَ اشْتِغَاله بالفقه وَالْخلاف والعربية مُدَّة سِتّ سِنِين ثمَّ رَجَعَ إِلَى بَلَده فَأَقَامَ بِهِ مُدَّة ثمَّ ارتحل إِلَى بَغْدَاد وأتقن الْعَرَبيَّة والحساب والجبر والمقابلة والفرائض على أبي الْبَقَاء العكبري
وَكَانَ الشَّيْخ جمال الدّين ابْن مَالك يَقُول للشَّيْخ مجد الدّين أَلين لَك الْفِقْه كَمَا أَلين لداود الْحَدِيد
وَحكى الذَّهَبِيّ عَن شَيْخه الشَّيْخ تَقِيّ الدّين قَالَ لما حج من بَغْدَاد فِي آخر عمره اجْتمع بِهِ الصاحب الْعَلامَة محيي الدّين ابْن الْجَوْزِيّ فأنهى بِهِ وَقَالَ هَذَا الرجل مَا عندنَا بِبَغْدَاد مثله
فَلَمَّا رَجَعَ من الْحَج التمسوا مِنْهُ أَن يُقيم بِبَغْدَاد فَامْتنعَ من ذَلِك واعتل بالأهل والوطن وَكَانَ حجه سنة إِحْدَى وَخمسين وفيهَا حج الشَّيْخ شمس الدّين بن أبي عمر وَلم يتَّفق اجْتِمَاعهمَا قَالَ وَكَانَ الشَّيْخ نجم الدّين ابْن حمدَان مُصَنف الرِّعَايَة يَقُول كنت أطالع على درس الشَّيْخ مجد الدّين وَمَا أبقى مُمكنا فَإِذا حضرت الدَّرْس يَأْتِي الشَّيْخ بأَشْيَاء كَثِيرَة لَا أعرفهَا وَله مصنفات مِنْهَا أَحَادِيث التَّفْسِير وَالْأَحْكَام الْكُبْرَى والمنتقى وَالْمُحَرر فِي الْفِقْه ومنتهى الْغَايَة فِي شرح الْهِدَايَة بيض بَعْضهَا والمسودة فِي الْأُصُول وَزَاد فِيهَا وَلَده شهَاب الدّين ثمَّ حفيده الشَّيْخ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute