للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَأحب أَن يواسيكم الْيَوْم بِنَفسِهِ إِذْ رَاه رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - فَقَالَ: من هَذَا الْفَارِس الَّذِي لم يأتنا إِذا التحمت الكتيبتان؟ فاقبل يطعن برمحه، وَيضْرب بِسَيْفِهِ قدما قدما، اذ قَامَ فرسه، وَنزل، وحسر عَن ذِرَاعَيْهِ. فَلَمَّا رأى رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - ذِرَاعَيْهِ؛ قَالَ سعد: بِأبي أَنْت وَأمي يَا رَسُول الله {قَالَ سعد: جدك فمازال يطعن برمحه، وَيضْرب بِسَيْفِهِ كل ذَلِك يقتل الله بطعنة رمحه، إِذْ قَالُوا: قد صرع سعد. فَخرج رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - معنقا نَحوه، فاتاه، فَرفع رَأسه، وَوَضعه فِي حجره، وَأخذ رَسُول الله - صلى الله عَلَيْهِ وَسلم - يمسح التُّرَاب على وَجهه بِثَوْبِهِ، وَقَالَ: مَا أطيب رِيحك وَأحسن وَجهك وَأَحَبَّك إِلَى الله روسوله. قَالَ: فَبكى، وَضحك، ثمَّ أعرض بِوَجْهِهِ، ثمَّ قَالَ: ررد الْحَوْض وَرب الْكَعْبَة. فَقَالَ أبوأمامة: بَابي أَنْت وَأمي مَا الْحَوْض؟ قَالَ: حَوْض أعطانيه رَبِّي، عرضه مابين صنعاء إِلَى بصرى، مكلل بالدر والياقوت، فِيهِ لآليء عدد نُجُوم السَّمَاء، مَاؤُهُ أَشد بَيَاضًا من اللَّبن، وَأحلى من الْعَسَل، من شرب مِنْهُ شربة رُوِيَ، لايظمأ بعْدهَا أبدا. قَالُوا: يارسول الله} رَأَيْنَاك، بَكَيْت، وضحكت، ورأيناك أَعرَضت بِوَجْهِك. قَالَ: أما بكاني، فَبَكَيْت شوقا إِلَى سعد، وَأما ضحكي، فَفَرِحت لَهُ لمنزلته من الله وكرامته عَلَيْهِ، وَأما اعراضي، فَإِنِّي

<<  <  ج: ص:  >  >>