للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والإبرة والصبرة، والأرض الخبرة، والناقة الوبرة، والعروق الغبرة والظلال المنعفرة، يجرين المطرة، بأن يعظمن باسط الأمل، ومحصي العمل، وحافظ الهمل. والطل والظل، والسكون والقل، والقواء الفل، والحنش والصل، وكل حرامٍ وبلٍ، والساكت والمهل، والجامعة والهل، مقدسات للإل. تعالى الماجد، وفرع الله الناجد، فقير ساجد، وخطاء واجد، شتان متهجد وهاجد. والتوبة والدوام، على قليل العبادة يمحوان كبائر الذنوب كما يمحو القطر، آيات السطر، وتدرس الشمال، طرائق الرمال. والشئ كما قطر حتى يأذن خالقه بالتغيير. فإن قيل إن الديمة مطرت مداماً، وإن الأرض انبتت أهداماً، وإن البرة صيغت من الكعبرة، وإن حصناً غار وتهامة أتت حجراً، فقد كذب القائلون. إنما ينزل من السماء، غريض الماء، وتعنو الأرض، بالنبات الغض، وتجود السمرة، بمر الثمرة، ولا تنتقل تهامة أبداً، ولا يوجد حضن إلا منجداً. فاستخر الله؛ وإذا ولى صديقك فول عنه؛ فإنما ينزل بالوادي ذي الشجر والروض العميم. ويقدح بزند العفار، ما دام وارى النار؛ فإذا خبت ناره، بطل اختياره، وإذا السقاء لم يمسك الماء فهو زيادة في مشقة المسافر. يارب القدم، ومثبت القدم: ومنشئ عنس وقدم، أعوذ بك من السدم؛ صمم حصاةٍ بدمٍ، أعذر من مرارة الندم. أنت العالم، وإنما المرء حالم، وخائفك إن شئت سالم، وإليك يرجع الظالم. كأنى بالملحد، قد الحد، وحصل من الأتراب، على التراب، ومن الظبى الأعفر، على العفر، وعاد في لحدٍ، بعد جحدٍ. أي منزليك أرحب: أقصرك المشيد، ام خط في الصعيد؟ من لك بأن تكون في البراح. غاية.

تفسير: الريا: الرائحة. والقطر: العود. والمستطر. المكتوب. والمبر: الذي قد زاد وأفضل. والأواب: الذي يسبح نهاره كله إلى الليل؛ مأخوذ من سير النهار وهو التأويب. والقار: جمع قارةٍ وهي الأكمة. والمغض: يراد به المغضي أي العيون على أن تغضي، وحذفت الياء للسجع، كما قال قائل العرب: غيث ثعد معد، كأفخاذ نساء بني سعدٍ، تأكل منه الناب وهي تعد. أراد بالغيث: النبات. والبرحين: الدواهي والعجائب. والمحب: من أحب البعير إذا برك فلم يقم؛ وقد روي عن أبي عبيدة في قوله تعالى: إنى أحببت حب الخير أراد بأحببت: لصقت بالأرض لحب الخير؛ وقال الراجز:

حلت عليه بالقطيع ضرباً ... ضرب بعير السوء إذا أحبا

القطيع: السوط والخلاء للناقة خاصةً في قول أكثر الناس، وقد حكي عن أبي زيدٍ أنه يقال: خلأ للجمل. والبعير يكون للذكر والأنثى جميعاً؛ وأنشد الزيادي عن الأصمعي:

لا تشربى لبن البعير وعندنا ... ماء الزجاجة واكف المعصار

والخلاء: مثل الحران؛ وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم ما خلأت القصواء ولا عادتها الخلاْ، ولكن حبسها حابس الفيل قال عليه السلام ذلك لما هبط من الثنيةى في غزاة الحديبية. والحديبية بالتخفيف؛ كذلك يقول أهل العلم بالعربية. والإبرة هي الودية من المقل، وسيبويه يقول: الإبرة على مثال العنبة. والخبرة أرض مطمئنة تنبت السدر. ويقال: عرق غبر إذا كان قد أصابه جرح فلم يبرأ واندمل على فسادٍ؛ قال النابغة:

تداركونى إذ ساءت ظنونهم ... حتى شفوا كل داء عرقه غبر

والظلال المنعفرة التي قد قصرت ولصقت بالأرض. والمطرة ها هنا: العادة. والطل: من قولهم ما بالناقة طل ولا طل أي طرق، وقيل لبن؛ وهو مشتق من طل الغيث؛ لأنه أضعف المطر. والقل: الرعدة. والقواء: الأرض المقوية التي لا شئ فيها. والفل: التي لم يصبها مطر. والبل: المباح. والجامعة: المرأة التي تلبس جميع ثيابها كنحو ما تفعله المرأة إذا أرادت الخروج من بيتها في وليمة أو نحوها. والهل: المرأة في ثوبٍ واحدٍ. والإل: الله تبارك وتعالى. والناجد: المرتفع ويكون أيضاً في معنى المعين؛ لأنه يقال: نجدت الرجل وأنجدته إذا أعنته. وفطر: خلق. والديمة: سحابة تدوم. والأهدام: جمع هدمٍ وهو الكساء الخلق، والثوب الخلق. والبرة: الخلخال ونحوه من الحلي. والكعبرة: واحدة الكعابر وهو شيء يخرج في العضاه؛ وكل عقدةٍ صغيرةٍ مثل الجوزة ونحوها فهي كعبرة؛ وكعابر الرأس: عقده؛ قال الراجز:

وأنا كالضرغامة الغضنفر ... لو أتغدى رجلاً لم أسئر

منه سوى كعبرةٍ أو كعبر

<<  <   >  >>