للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجع: كم من عضبٍ أفل، ما كهم ولا كل، أثره كآثار النمل، تدرج على نقي الرمل، سبح فلم يمل، فعسى قلبك ولعل، أن يسعد فلا يزل. من صرخ واستهل، ورأى هلالاً فأهل، والجبل حيث حل، للخالق خضع وذل. أف لك يا نفس ما أسرع فراقك لهذا الشخص، أنظر إليك بعين النقص، وفيك الخيلاء والكبر، وإليك يكر العتب أبرح الجبار وسارت الشهب أذنة لأوامره ونواهيه، والقدر يجعل ذات العرش يمانية الدار. ياظبي القاع، من ألزمك وقاع؟! ويا حنزاب الجبال ما أحلك بالسهول؟! ويا وحشي تبالة ما أهبطك الحجاز! ويا مغفرة ما أنت وخزامى الهجول. والعجب هجر الأعفر سربه ولزومه خيط الرئال. ولو ترك غرير العكرمة لم يبرح من الوكر. ومن للفرقد بأن يبيت مع الصوار! وود ميدى في الحبالة أنه أجدع في الكناس. وربما وقعت الصيحانية من زاد الراكب في البلد القفر فاجتناها الغراب من بين المرو، ولم ينبت نحل قط بذلك البداح. غاية.

تفسير: أبرح: أتى بالأمر العجب. أذنة: مستمعة. والثريا يقال لها: ذات العرش؛ قال الشاعر:

كأن ذات العرش لما بدت ... خريدة بيضاء في مجسد

ووقاع معدول: ضرب من الكي؛ قال الشاعر:

وكنت إذا منيت بخصم سوءٍ ... دلفت له فأكويه وقاع

والحنزاب: جزر البر. وتبالة: موضع مخصاب باليمن. والمغفرة: الاورية التي لها غفر وهو ولدها. والهجول: جمع هجلٍ وهو مطمئن من الأرض سهل. والأوروية لا تحل إلا في الجبال؛ ويقال في المثل " ما يجمع الأروى والنعام "؛ لأنهما لا يجتمعان لأن النعام لا يكون إلا بالسهول. والغرير: الفرخ؛ مأخوذ من غررته إذا زققته. والعكرمة: الحمامة. والميدى: الذي قد وقعت يده في الحبالة. والبداح: الأرض الواسعة.

رجع: خالق الجوهر والعرض، كفيت المرض، وشفيت الجرض، وملكت النافذ والحرض، وبلغت الغرض، وثبت ملكك فما انقرض، لا أرض ولا أرض، ولا علة ولا هرض، بعداً لجاهل اعترض، وسيم الحق فأعرض. والإمهال، سبب الإجهال، وطالما حلئت النهال، شباب ثم اكتهال، وتنزه بعده إقهال، أذعر لذلك وأهال، لاونية نفعت ولا ابتهال. ربك بغير فخرٍ، ابتدع ذا الشخر والنخر، وصلاد الصخر، وبنات مخرٍ، والصبير إلى جنب الطخر. ذكت الضرمة، وهبت المرزمة، بصفات رب العالمين؛ فأعرض عن قيل سفيهٍ لاحٍ. غاية.

تفسير: الحرض: الغصص. والحرض هاهنا: الشيخ الذي لا قوة فيه، ويقال للعاجز: حرض، وكذلك يقال للذي لا يأخذ حظا في الميسر؛ قال الراجز:

يا رب بيضاء لها زوج حرض ... خلالةٍ بين عريقٍ وحمض

الأرض: الرعدة، أي لا اضطراب فيه، والأرض: فساد؛ يقال: أرضت القرحة إذا فسدت. والهرض: أصله شئ يخرج على أبدان الأطفال أي لا يلحق ملك الله تعالى شئ من العلل وإن قل. والإجهال: من أجهلهم إذا صادفهم جهالاً. وحلأت الوارد إذا صددته عن الورد. والنهال: العطاش وهو من الأضداد يقال للذي قد شرب أول شربه ناهل. وقيل إنما سمى العطشان ناهلاً على سبيل الفأل، كما قيل للديغ سليم. والإقهال: كثرة الوسخ ودخول الإنسان في القبائح. والابتهال: الاجتهاد. والشخر: صوت يخرج من الفم. والنخر: صوت يخرج من الأنف؛ ومنه قيل المنخر.

وبنات مخرٍ: ضرب من السحاب يكن في قبل الصيف دقيقات العرض شديدات الوقع، يقال: بنات نخرٍ وبنات بخرٍ بالميم والياء. وقال بعض أهل اللغة يقال لهن: بنات بحرٍ. ويستعمل بنات مخرٍ بغير ألفٍ ولامٍ معرفة؛ قال الشاعر:

كأن بنات مخرٍ رائحاتٍ ... جنوب وعيشها الغض الرطيب

جنوب: اسم امرأةٍ. وأدخل عليه طرفة الألف واللام؛ فقال:

كبنات المخر يمأذن إذا ... أنبت الصيف عساليج الخضر

ويروى: الخضر. ويمأدن: من قولك غصن مأد أي ناعم. والعساليج: جمع عسلوجٍ وهو الغصن الريان الناعم. ويقال بل العسلوج العرق المتغيب في الأرض. والصبير: سحاب بعضه فوق بعضٍ. ويقال: هو السحاب الأبيض، وقال قوم: لا يقال له صبير حتى يكون فيه بياض وواد. وقيل إنما قيل له صبير: كأنه شبه بالأسير أي حبس ليمطر. والطخر: سحاب رقيق؛ ومنه اشتقاق الطخر ور وهو السحاب الرقيق أيضا. والمرزمة: الريح التي لها إرزام: أي حنين.

<<  <   >  >>