للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجع: كل يدعي المكارم، آل حنظلة وآل دارم؛ ولا مكرمة إلا للمتقين فاتق الله تعد كريماً. إذا سلمت الوالد، ان تنهض ومعها المجالد؛ فكل ما لا قته جلل. ويأتي على الناتق يوم تود أنها كانت قبله عقيماً. أيها الطائر إن كنت كافراً بأنعم الله فخاب سعيك؛ وإذا وقعت لا بتغاء حبةٍ من البر، فصادفتك شبكة أخى ضرٍ، وإن دومت؛ فاتيح لك صقر، ما به واهنة ولا وقر، فمزق منك حزيماً. وإن كنت عابداً لله، فأث ريشك وسلم ولدك، وكان جناحا طالبك من الطير كالهد بين لا ينهضان ولا يرجى لهما أثاثة نباتٍ، ولا قيت من عيشك نعيماً. إن تفكرت حصلت على غير شيء، وإن لهيت فأنا مثل ألفيء لا أجد من الناس حكيماً. يكرم الرجل ولده واخاه، فإذا غمر الماء ملجمه كانت نفسه أعز الأنفس عليه؛ فكن للتقوى مديماً. إن في آثار الأولين لمعتبراً، فلتعظك منازل. القوم الذاهبين لا تسمع الأذن لهم نئيماً. إن الدنيا لغضرة، وهي بالآفات محتضرة، يكون الرجل كاساً بمثل ريش الأخيل وشبابه كروضة الوسمى وعيشه أوسع من الموماة وعرسه الصالحة الحسناء، فلا يخلو في ذلك من الكدر، إن داء الدنيا عرف قديماً. لا بد له من انتقالٍ إما بالموت وإما بالحياة. يمكن أن تعود عيشته زاردةً مثل الزردة، ويلبس أخلاق كثيابٍ كلباس الرأل، ويفارق العرس إما أن تهلك وإما أن تختار سواه، وتكون روضة شبابه هشيماً. لا علم لدرين، طارت به الشمال في الأندرين، ما قال العمران! إن هذه الأيام غير أيامٍ نسبت إلها الرجال، وهل يبقى الدهر أديماً!. لكل سوارٍ زند، وليس لكل زندٍ سوار، ولكل خدمةٍ ساق، وليس لكل ساقٍ خدمة، وما أكثر ما تلقى الفاضل عديماً!. إن منازل طسمٍ وأميمٍ طالما صهلت فيها الخيل وكثر الرغاء وأمها للنفع القاصدون؛ فانظر هل ترى في ديار القوم أميماً!. إن مية غيلان كمية زيادٍ، الميتان ميتتان؛ صار زيادةً في التراب زياد، وغورد ذو الرمة رميماً. كفاك من حوادث الدهر أن ولد الغنى يفتقر، وأن ابن الفارس يرجل فيحضر وتدعى الوشائظ صميماً. إني لأعجب وهل يغنى العجب، من رجالٍ لهم في العجم نسب، يدعون كندة وتميماً. إن مر الأوقات يجعل السنان سميراً في نعل حمارٍ يحتطب عليه بعض الضعفاء، والعامل وتداً تربط إليه العافطة الجرباء، ويصير الصارم كهيماً. أحميد عندك أم ذميم أمير كان عرفه كالذمام، خان الذمة وأذمت به المعيشة بعد ما التثم في الحرب ذميماً. إن الخافض لفي غير شئ، وكذلك المجتهد تسمع له خلف الدجانة نهيماً. عيشة الغر كثيرة الغرر وإن كانت كجونة القار، والعاقل يرى أغر العيش بهيماً. كم أبرمت العضاه، وغلت البرم للضيفان، وأبرم السائل، وبرم المسئول، واغتزلت الأمة بريماً. وزجر أهل الصرم الأصرمين، وركب الطالبون الصرماء، ورأى أهل الصريمة صريماً. إن في الأرض لآراماً، وإن في البيداء لأراماً، وسيدرك الزمن إرماً وريماً. أيتها الدمنتان لام أوفى والعبسية بالجواء كأن زهيراً وعنترة لم ينطقا في المنزلة ميماً. والغابر يلحق السلف إما بغير مهلةٍ وإما بتراخٍ. غاية.

تفسير: المجالد: جمع مجلدٍ وهو جلد تأخذه النائحة مكان الميلاة؛ قال المثقب العبدي:

كأنما أوب يديها إلى ... حيزومها فوق حصى الفدفد

نوح ابنة الجون على هالكٍ ... تندبه رافعة المجلد

وامرأة ناتق إذا كانت كثيرة الولد؛ أخذ من قولهم نتق ما في الوعاء إذا نفضه؛ قال الشاعر:

أبى لهم أن يعرفوا الضيم أنهم ... بنو ناتقٍ كانت كثيراً عيالها

ودوم الطائر في السماء إذا حام فيها، وقيل التدويم: أن يبسط جناحيه وهو في ذلك يرى غير بارحٍ من موضعه، واصله من الدوام على الشئ؛ قال الشاعر:

والشمس حيرى لها في الجو تدويم

والواهنة: وجع في الأضلاع. والوقر: مثل الصدع؛ قال الراجز في الواهنة:

تاح لها بعدك ممسود وأي ... من اللجيميين أرباب القرى

ليس به واهنة ولا نسا أي لا يشتكى نساه. والحزيم: مثل الحيزوم وهو الصدر، ويقال هو. أسفل من الصدر؛ واشتقاقه من الحزم حيث يحتزم الإنسان؛ يقال شد حزيمه وشد حيازيمه؛ قالت ليلى الأخيلية:

إن الخليع ورهطه من عامرٍ ... كالقلب ألبس جوجؤاً وحزيما

<<  <   >  >>