والأصرمان: الذئب والغراب، سميا بذلك لا نصرامها من الناس أي انقطاعهما.
والصرماء: الأرض التي لا ماء فيها، مأخوذة من ذلك: قال المرار:
على صرماء فيها أصرماها ... وخريت الفلاة بها مليل
وأهل الصريمة: يحتمل وجهين: العزيمة والرملة. والصريم من الأضداد: يقال لليل صريم، وكذلك للصبح. والآزام: جمع إرمٍ وهو العلم. والأرآم: جمع رئمٍ وهو الظبي الأبيض.
رجع: الدنيا كالمنام أجدر بالغم فيها أن يكون فرحاً بعدها. ولو أن الآكل ذكر اسم الله على كل أكلةٍ يرفعها جاز ألا ينضر بطعامٍ. والكلام الرديء ترك في الأحشاء كلوماً. ما أنا صاحب أشرٍ، إنما أنا متوقع شرٍ كان أجله عند الله معلوماً. ما أقل العالم وأقلنى فيه! ماليم أحد إلا كنت قبله ملوماً. أحسنوا أملاءكم جماعة الملأ فسوف ينفذ العدد ولو أنكم الرمال، وتخبو النار ولو هجم لهبها على النجوم، وتخف بكم النوب ولو أنكم الجبال حلوماً. الظالم بئس ما فعل، والمظلوم ضعيف مهتضم، فسعد امرؤ لا ظالماً وجد ولا مظلوماً. أثت قوادم المهيض وانتعش العاثر وجبر الكسير وأنا على طريق الكمد مستقيم. كم آكل ما أستوبله، وأستمع مالو صممت عنه أحمدته، كأنما أطرح إلى سموم الجسد سموماً. من أجالس وجلساء الصدق قليل! وبمن أثق ونفسي الغادرة الخؤون!. الحجر أوثق من ذي الحجر؛ وخلة أرضٍ ومرعى، أنفع من خلة مودةٍ لا ترعى؛ وقلب الجاهل كالزجاجة تلقاه بما استودع نموماً: إياك وعجوز الخابية يا عجزاء الخباء؛ فإن بنت الكرم نزعت سمية أبيها من جيد الكريمة، وسفهت الحليم وأضاعت الحرمة وأعادت المحامد ذموماً. تجعل السهر إثمد العينين لينال ثمداً من العيش من لوقبع لم يبت مهموماً. صروف الأيام تريك الجدى، على الثدى، والظير، تزعم أنها ليست ذات نظيرٍ، وذا الأمور، يخدم المأمور، والعربية، تنصف السبية. والصقر، يسأل الدخناء معونته على الفقر، والمنتصب على قضيب البكرات، منحنياً على قضيب الشجرات، والظباء تصاور قروماً. لو شاء الله أرسل على الظالم طائراً يختطفه كاختطاف اللقوة دروماً. إبلك، تطلك بالرسل ونبلك، والله مفقرك ومخبلك، وأقداره تختبلك؛ لا تبخل بحمائمك إن حملت عليها أروم الشجر أروما. أوحى الله إلى الأسدأن كل فلاناً، فظلت النوائح بحاً من النوح عليه في أيديهن خذم النعال وكم اغتصب ذلك المفتقد مرء وماً.
آلبختية من الجمال أعقل أم البختية ذات الجمال: إن حوارها نحر فلم تر وجها ملطوماً الأعمار تولد طوالاً ثم تقصر، والآمال تولد قصاراً ثم تطول ولن يفقد الحازم هموماً. ولو كانت الدنيا امرأة لكانت ذات رايةٍ، ولو كان العقل رجلاً لكان سكيتاً، ولو كان عمر اللبيب ماءً لكان أجاجاً ملحاً، ولو كان الأمل قليباً لكان جموماً؛ إن أمر الله جلل لا ينقصه غدر الغادرين، ولا تزيد قدره صلاة المصلين، ولكن الصيام والصلاة ينفعان من فعلهما من الناسكين. فاسجدا للخالق وصوما. أيها الملحدان في دين الله، شدما اجترأتما على القبيح؛ لأفعلن الخير ما استطعت ولا احفل أن تلوما. الكتاب المختوم، يشتمل على سرٍ مكتومٍ؛ فإن فضضته ولم يأذن لك من أمنك عليه فقد أوضعت في سبيل الخائنين؛ فا كتم سرك ولتكن ناقتك في المثل كتوماً. لو علمت الضالة أن الصائد يبتري منها قوساً يذعر بها الوحش الآمنات لأظهرت من ذلك وجوماً.
لو ملأت الأرض عرفاً وريا، وبنيت الشرف إلى الثريا، تركت الأيام شرفى مهدوماً، كأنه لهب نارٍ باخ غاية.
تفسير: أملاءكم: أخلاقكم. سموم الجسد: الأثقاب التي فيه واحدها سم؛ قال الفرزدق:
ففرجت عن سمية حتى تنفسا ... وقلت له: لا تخش شيئاً ورائيا
يريد: منخريه. وعجوز الخابية: الخمر. والعجزاء: العظيمة العجيزة. والخباء: واحد الأخبية. والكرم: القلادة. والمعنى أن الخمر إذا غري بها الإنسان طالما أفقرته حتى يبيع الحلى؛ قال الشاعر:
وأم عيالٍ قد شربنا بحليها ... على رغمها ما يخطئ السن يفصم