يريد أنه لم يترك عليها شيئاً مما يمكن فصمه إلا أسنانه. والجدي على الثدي: مثل موضوع ليس بقديم. والمعنى ان الأشياء تتغير حتى ترى الإنسان فيما لا يستحقه؛ لأن الثدي إنما يستعمل للمرأة ولم تجر عادة المرأة أن ترضع الجداء. والظير: التي ترضع للقوم، وأصلها الهمز، واشتقاقها من قولهم: ظأرت الناقة على ولدها إذا عطفتها؛ قال قيس بن الخطيم:
ظأرنا كم بالبيض حتى لأنتم ... أذل من السقبان بين الحلائب
وتنصف أي تخدم. والدخناء: ضرب من العصافير. والمنتصب: الذي ينتصب على ظهر الناقة لقوته وشبابه. والقضيب: الناقة التي تقتضب فتركب ولم تكمل رياضتها؛ وأنشد أبو زيدٍ:
وروحة دنيا بين حيين رحتها ... أسير عروضاً أو قضيباً أروضها
أسير: من قولهم سرت الدابة: سيرتها؛ وهذا أحد ما جاء على فعلته ففعل مثل: خسأت الكلب فخسأ، ونزحت البئر فنزحت. والعروض من النوق: التي تعترض في سيرها، إما لنشاطٍ وإما لصعوبةٍ. على قضيب الشجرات: على العصا. والقروم: فحول الإبل. والدروم: الأرنب سميت بذلك لتقارب خطوها؛ وأنشد المفضل في صفة فرسٍ لسلامة ابن الخرشب:
وتمكننا إذا نحن اقتنصنا ... من الشحاج أسعله الجميم
هوى عقاب عردة أشأزتها ... بذي الضمران عكرشة دروم
عردة: موضع: والضمران: نبت. والعكرشة: الأنثى من: الأرانب. وأسعله: جعله كالسعلاة في جرأته. ومفقرك: من قولهم: افقرت الرجل بعيراً إذا أعطيته إياه ليركبه؛ مأخوذ من فقار الظهر أي مكنته من فقاره. ومخبلك: من قولهم: أخبله ناقةً إذا أعطاه إياها ليجتز وبرها؛ ومنه قول زهيرٍ:
هنالك إن يستخبلوا المال يخبلوا ... وإن يسألوا يعطوا وإن ييسروا يغلوا
وقال قوم: الإخبال والافقار والمنيحة من أسماء العارية. والحمائم هاهنا: كرام الابل، واحدتها حميمة. وأروم الشجر: جمع أرومةٍ وهي الأصل.
والأروم: جمع إرمٍ وهو العلم، والعرب تشبه أسنمة الإبل إذا أفرطوا بالاكام والأعلام، وقد مضى ذلك. كانت البغي في الجاهلية تنصب لها رايةً حتى يعرف موضعها. والكتوم من النوق: التي لا ترغو وهو محمود: قال الأعشى:
كتوم الرغاء إذا هجرت ... وكانت بقية ذودٍ كتم
والعرف: الرائحة الطيبة وغيرها؛ وفي المثل: لا يعجز مسك السوء عن عرف السوء أي الجلد الخبيث عن الرائحة الكريهة. وأحد الأقوال في قوله تعالى: " عرفها لهم " أي طيبها، من العرف وهو الرائحة الطيبة. والريا: الرائحة الطيبة لا غير.