للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والشنف: المبغض؛ يقال: شنفته إذا أبغضته. والصليان: ضرب من النبت: يقال في المثل للرجل إذا حلف اليمين فقطعها جذها جذ العير الصليانة لأنه يقتلعها بأصلها؛ قال الشاعر:

بلاد لا يزال العلج فيها ... يضاحك جعثناً فيه اغبرار

يريغ الصليانة ناجذاه ... فيتبعها غبار مستثار

العلج: الحمار الوحشي. والجعثن: أصول الصليان. والعشير: الزوج، والمرأة عشيرة. وخاخ موضع قريب من المدينة؛ قال الشاعر:

خلفونى ببطن خاح مريضاً ... وتولوا وغادرونى طلحاً

رجع: أنت ربنا مجيل الأفكار. تلمح النعامة القوم السفر فتود لو غارت بهم الأرض؛ ولعل في مزادهم حنظلاً يبث في البيد فيريبونها في الأدجي فتلقى من أمر الله جللاً. ويطوف العفو بالنبعة وكيف له باجتثاث أصلها وهو لا يفرق بينها وبين شجرة الضرو؛ لا يدفع توقيك من حكم القادر مرسلاً. ويفرح ابن الأمة بالدجوب وهو صفر كأنه قد عرف ما يوعى فيه من الطعام؛ ولن تبلغ بغير الله أملاً. يدرك العلم بثلاثة أشياء: بالقياس الثابت، والعيان المدرك، والخبر المتواتر. فأما الحس فزجر طيرهى خليقة بالكذب وإن صدقت فباتفاقٍ؛ والعلم لله كملاً. ربما أدلجت السعلاة إذا شاء الله لتظني البرق فهجمت على جمراتٍ، أوقدها راعي بكراتٍ، من العرمج أو بعض الشجرات، فأضاعت بعلاً، ولم تصادف أهلاً. وربك عز وعلا يورخ إذا أمر الصخرة أي الإيراخ. غاية.

تفسير: العفو: الجحش. والنبعة: شجرة يتخذ منها القسي. والضرو: شجر البطم. والجوب: وعاء نحو الغرارة. وذكر السعلاة هاهنا مبني على حديثها الذي تدعيه العرب لعمرو بن يربوع بن حنظلة وقد مر ذكره. ويورخ: من أورخت العحين إذا أكثرت ماءه حتى يرق.

رجع: كم أمرةٍ عرفها الدليل وعند الركبان أنها حجر، لم ينصبها بشر، وكفى بالله هادياً. وقد يفنى الراكب ليلته بالسؤال: أين المنزل ومنى التعريس؛ فسبحان الله يجعل قدره الجبل وادياً. وإن كان للإبل غريزة علم فما بال الشارف تدر على البو وإنما هو ثمام؛ ولولا ربك لم يشف المورد صاديا. وكيف لا يهرب العود من الكلأ الوخيم، وعلام تنساق الهجمة أمام الفتى الغر إلى مدى الجازر وسيف العاقر؛ فارهب الله وكن للمنكر معادياً. ولعمرك ما تبالي السمرة ألها بكر العاضد أم للأراكة، وإنها لا تفرق بين الحبلة والبرمة وغيرهما من الثمار، ولا تميز العنم من بنان المرتقنة، ولو عرفت ذلك لاغتسلت من الدودم كما تغتسل الكاعب من دم الطمث؛ وإذا شدا الغوي بالهنود فلتلف بذكر الله شادياً؛ إن ذكره مسك فاخ. غاية.

تفسير: الأمرة: العلم ينصب من حجارةٍ؛ ومنه قول أبي زبيدٍ يرثى عثمان:

إن كان عثمان أمسى فوقه أمر ... بالأرض في مستوى البيد الصفاصيف

وربما قيل: الأمر الحجارة. والأول أصح وعلية المعنى. والبرمة والحبلة: من ثمار العضاه. والمرتقنة: المختضبة. والرقان: الحناء. والدودم: ما يخرج من السلمة يقال هو حيضها. وفاخ: مثل فاح.

رجع: وكم ناظرٍ إلى الفراق ثم كفيه. ورب جفنٍ حلبته النوى فواقاً ثم حلبه الجذل بإلقاء العصا فواقاً؛ فاستكف بالله تجده كافياً. وقد يكذب الموعدة بنأي الغد أمر يحدث بعد شد الأكوار، وإن كان النعيب من شواهد الرحيل فالغراب يعلم الغيب، ومعاذ الله! شغل ابن داية بسؤر الليث ورذية السفر عن توكف الأخبار؛ وان تخفي عن الخالق خافياً. ورب مطلوبٍ بترةٍ، هجم على إرةٍ، وهو القائف اللبيب يتوهمها أطيمة فريقه، فوجد لديها ثأرةً زرق العون؛ وأبت الأقضية من رب العالمين أن تترك ريش جناح وافياً؛ لكل خير بالشر انتساخ. غاية.

تفسير: الفواق بالفتح والضم ما بين الحلبتين. وتوكف الأخبار: توقعها. والإرة: النار، وقيل حفيرة توقد فيها النار. والأطيمة: الموضع الذي توقد فيه النار، وقيل: هي التنور، وجمعه أطائم؛ قال الأفوه الأودى:

في موقفٍ ذرب الشبا وكأنما ... فيه الرجال على الأطائم واللظى

<<  <   >  >>