للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجع: جلة إبلك وعشارها، حمتك نارك وحمتها نارها، بعد من دارك عارها، وهابت سمتها ذعارها، أروت ضيفك غزارها، وملأت جفانك وذارها، لن تبكيك بكارها، إذا السنة كثر قطارها، وذبح في الروضة فارها، وأعتم بالرهوة بهارها، سالم إبلك شرارها، ما الخيل وما مغارها، إن حضور أجلٍ إحضارها؛ فإياك وهتك الخفرات. غاية.

تفسير: النار الأولى: العز والشدة. والنار الثانية: السمة توسم بها الإبل. وكلتاهما مأخوذة من النار المعروفة. وذارها: جمع وذرةٍ وهي القطعة من اللحم. وذبح الفار: للمسك وهو هاهنا استعارة للروض. اعتم النبت: إذا طال وكثر. والرهوة: المكان المطمئن من الأرض والمرتفع وهو من الأضداد.

رجع: أيها الباخل ضميره، الكثير في الدنيا تفكيره، دعاك البارق وبشيره، لما لمع منيره، تسأل أين مطر صبيره، راقتك روضته وغديره، أنا قبيل مثلك وغريره، إن الهلكة مصيره، فحق له سكب العبرات. غاية.

تفسير: الصير: سحاب يقال إنه يكون فيه بياض وسواد، وقيل هو السحاب الأبيض، وقيل هو الذي بعضه فوق بعض مثل الدرج. والقبيل: الكفيل ومثله الغرير.

رجع: إن عجباً صروف الزمان والقدر بمرصادٍ، هجم طمل، على همل، فما وجد برةً، ولا برة، والله ما نح المثرين، وظفر بسور، في إناء مكسور، قد وقعت فيه الرقم، وشرب منه الأريقم، فمج فيه ما يقم، وكان المارد مبلطاً، يملك لطلطاً، ولا يريح مملطاً، فلن يرى عكيساً ولا عثلطاً، فجرع منه جرعاً؛ فلما باشرت معى، أحس بحشاه متصدعاً، فانصرف متفجعاً، وأصبح لذلك متخشعاً، والله مهلك الظالمين. واحتضره العواد ودعوا له نطاسى الحي؛ فقال: ما يشكيك؟ قال: نغب من لبنٍ، أتت بالحبن، جرعات، ما جرعات!، الأحشاء لها متقطعات، فطلعت المنيرة عليه دنفاً، وأظهر الناس والرجل بشفى، ودخل الغبراء سدفاً، وأعضاؤه منتثرات. غاية.

تفسير: الطمل: اللص هاهنا، وقد يسمى الذئب طملاً، وكذلك الفقير.

والهمل: البيت الخلق من بيوت الأعراب. والبرة (خفيفة) : الخلخال وما يجري مجراه من حلق الحلى. والسور هاهنا: بقية لبنٍ. والرقم: الداهية. ما يقم: ما يذل ويهلك. والمبلط الذي قد لصق بالأرض من الفقر. واللطلط: الناقة الهرمة. والمملط: الشاة التي ألقت ولدها. والعكيس: لبن يصب عليه إهالة أو مرق. والعثلط: اللبن الشديد الخثورة. والنغب: الجرع، يقال منه: نغبت مثل جرعت. والحبن: انتفاخ البطن. والدنف: الذي قد ثقل في مرضه. والشفى: بقية النفس وغيرها. والسدف: الظلام.

رجع: ليس في حبرٍ، من برٍ؛ ولا منى، تزيل ممتنى؛ ولا عرقة، تغفر الذنوب المقترفة، إنما الله المان عليك؛ فشيد عملك ما استطعت، المرجبة أحب إليك أم تلك الإبرات. غاية.

تفسير: حبر: موضع. والممتنى: مثل المقدور. المرجبة: النخلة التي يبنى تحتها الرجبة وسيبويه يجيز الرجبة وهي: بنية نحو الدكان تبنى تحت النخلة الكريمة إذا مالت. الإبرات: واحدها إبرة، وهي ودى المقل.

رجع: مولاي زهدني في طيب الخبرة ورغبنى في طيب الخبر، وأرضني بعيش الخبير يمشى في الخبار ويشرب من الخبرات. غاية.

تفسير: الخبرة: الأدم؛ يقال اختبر القوم حبرةً إذا ذبحوا شاةً واقتسموا لحمها. وقال بعضهم: يقال للثريد واللحم خبرة. والخبير هاهنا: الأكار. والخبار: أرض فيها شقوق. والخبرات: جمع خبرةٍ وهو قاع ينبت السدر.

رجع: كم من كلمٍ قبيحٍ، ورفثٍ مكان تسبيح، قد ذبره الكاتب عليك ذبراتٍ. غاية.

تفسير: ذبره: كتبه، وكذلك زبرة؛ وقال بعضهم: زبره إذا كتبه وذبره إذا قرأه.

رجع: أنظر بين يديك، وأجعل الشر تحت قدميك، وإذا دعا السائل فقل لبيك، وإذا ألجأ عدوك الدهر إليك، فانس حقودك الغبرات. غاية.

تفسير: الغبرات: القديمات؛ ومنه غبر الجرح إذا انتقض لفساد فيه قديمٍ.

رجع: أتسمع ولا تسمع، الظليم أصم فكيف نعت بالسمعمع، أهزئ به وله بالذ كرى نبرات. غاية.

ربنا القديم المثمر، أين أبو الحى الأمر، انكسف بدر ذبيان فلم ينر، وهلك هلالها فلم يسفر، ووقع غرابها فلم يطر، واهتصر أسد فما يهتصر، وعاد المكاسر وقد كسر، لا نمير سلم ولا النمر، وعامر لا يعمر ولا يعتمر، صاد يربوعاً مقتدر، واحترش ضبة محتفر، لا ينبح كلاب ولا يهر، ولا جمرة عبسٍ تستعر، وكم خبت للعرب من جمراتٍ. غاية.

<<  <   >  >>