بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ الفَقِيرُ طَالِبُ المَرَاضِي … مِنْ رَبِّهِ ابنُ عَبْدِهِ العَوَاضِي
الحَمْدُ للهِ الَّذِي قَدْ أَنْزَلا … كِتَابَهُ مُبَارَكَاً مُفَصَّلا
عَلَى النَّبِيِّ أَحْمَدٍ خَيْرِ الوَرَى … المُصْطَفَى بِالذِّكْرِ مِنْ أُمِّ القُرَى
صَلَى عَلَيْهِ رَبُّنَا وَسَلَّمَا … وَصَانَهُ وَزَانَهُ وَكَرَّمَا
أًعْطَاهُ رَبِّي آيَةَ القُرْآنِ … مُعْجِزَةً عَلَى مَدَى الأَزْمَانِ
مُنَزَّلاً بِأَفْصَحِ اللِّسَانِ … وَأَوْضَحِ البَيَانِ وَالبُرْهَانِ
فَبَهَرَ العُقُولَ فِي أُسْلُوبِهِ … وَحُسْنِ مَا يَشِعُّ مِنْ مَحْجُوبِهِ
وَهَدْيِهِ وَنَظْمِهِ البَدِيعِ … وَفَصْلِهِ وَلَفْظِهِ الرَّفِيعِ
وَالنَّاسُ لَيْسُوا مَسْتَوِي الأَفْهَامِ … في فهمِ قول الواحد العلام
فَاخْتَلَفَتْ فِي فَسْرِهِ الآرَاءُ … مِنْهَا هُدى وَبَعْضُهَا أَهْوَاءُ
وَاحْتَمَلَتْ أَلْفَاظُهُ مَعَانِي … مُخْتًلِفَاتٍ حَسَبَ المَبَانِي
فَاشْتَبَهَ الصَّحِيحُ بِالسَّقِيمِ … وَاخْتَلَطَ الكَرِيمُ بِالعَقِيمِ
وقُبِلَتْ بَعْضُ الأُمُورِ وَقْتَا … وَهْيَ تُخَالِفُ الصّوابَ حَتَّى
أَلْفَيْتُ مِنْ بَدَائِعِ التَّحْرِيرِ … قَوَاعِدَ التَّرْجِيحِ في التَّفْسِيرِ
مُؤَلَّفَ الَّشيْخِ حُسَينِ الحَرْبِي … جَزَاهُ رَبِّي بِمَزِيدِ القُرْبِ
قَدْ لَخَّصَ الصَّوَابَ فِي قَوَاعِدِ … مَنْثُورَةٍ مَصْحُوبَةِ الشَّوَاهِدِ
فَاسْتُحْسِنَتْ عِنْدِي وَبِاسْتِخَارَهْ … نَظَمْتُهَا لِتُحْفَظَ العِبَارَه
وَاللهَ أَرْجُو العَوْنَ وَالرَّشَادَا … وَالحَقَّ وَالإِخْلاصَ وَالسَّدَادَا
فَهَاكَهَا مَجْلُوَّةَ المَعَالِمِ … بَهِيَّةً مُضِيئَةَ المَبَاسِمِ