وَفِيمَا ذكرنَا لُزُوم القَوْل بالرسل ليدلوهم على معالم الْعدْل والصدق ومضار ضدهما على الْإِشَارَة إِلَى كل شَيْء أشكلت مائيته ليَكُون أَمر الْأَحْوَال للحمد مُوَافقا وَالله الْمُوفق
وَبعد فَإِنَّهُ لَا عَاقل فِي الشَّاهِد يرضى إهمال نَفسه عَن التعاهد ينهمك فِي الشَّهَوَات بل كل يجْتَهد على تسويتها على مَا لايضرها وعَلى مَا يحمد عواقبها على مَا فِيهَا من الْجَهْل الَّذِي يعطبه بِمَا بِهِ يَرْجُو نجاته ويضره فِيمَا بِهِ يطْمع نَفعه فَذَلِك يحوجه إِلَى من يعلم عواقب الْأُمُور حَتَّى يروض نَفسه على إشاراته دون أَن يهملها لشهواتها وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه
ثمَّ نرْجِع إِلَى مناظرة من أنكر الرسَالَة للوجوه الَّتِي ذكر هَا بعد إِقْرَاره بِالتَّوْحِيدِ وإيمانه بِالْأَمر والنهى مَعَ مَا فِيمَا ذكرت من أَدِلَّة الْأَمر والنهى مقرونة بِالْحَاجةِ إِلَى الرسَالَة كِفَايَة لمن تصح نَفسه ثمَّ نقُول يجب القَوْل بالرسالة بضرورة الْعقل فِي إِيجَاب الْحَاجة إِلَيْهَا دينا وَدُنْيا ثمَّ فِي إِثْبَات الأفضال من الله إِن كَانَ فِي الْعقل مِنْهُ غنى فَأمر الدُّنْيَا فِيمَا بِهِ أَيْضا قوام الدّين وَنَحْو أَن خلق الْبشر وجعلهم أهل المحنة وَأنْبت لَهُم من الأَرْض بِمَا أنزل من مَاء السَّمَاء أغذية لَهُم وأدوية ثمَّ أنبت مِنْهَا الأدواء والسموم القاتلة ومنح فِي عُقُولهمْ الإمتحان بِأَنْفسِهِم ليعرفوا المؤذى من المغذى لما لَعَلَّ فِيهِ عطب الممتحن وَلَيْسَ فِي الْعُقُول سَبِيل يعرف ذَلِك لزم القَوْل بِمن يطلعه الله على كل جَوْهَر مِنْهَا ليحيى بِمَا يَأْكُلُون أبدانهم ويقيموا بِهِ دينهم
ثمَّ فِي الإبتداء لَيْسَ فِي الْعُقُول سَبِيل يعرف الْوُجُوه الَّتِي تنْبت من الزِّرَاعَة وَمَا فِيهَا من التَّدْبِير ثمَّ بعد التَّمام وَالْعلم بجوهر لَا بُد مِمَّن يعلم كَيفَ يَسْتَعْمِلهُ حَتَّى
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute