والمقدرات وَالْكَلَام وَالتَّفْسِير وَالتَّعْبِير بِالْفَارِسِيَّةِ مَا شَاءَ الله بفضله وجوده
وَأما أَنْوَاع الاجتهادات الفعلية الَّتِي مدارها على أهل السّنة وَالْجَمَاعَة فِي بِلَاد الْإِسْلَام فمشهورة مَذْكُورَة مثل الْمَسَاجِد والرباطات المثبتة فِي بِلَاد أهل السّنة أما فِي أَيَّام بني أُميَّة وَأما فِي أَيَّام بني الْعَبَّاس مثل مَسْجِد دمشق الْمَبْنِيّ فِي أَيَّام الْوَلِيد بن عبد الْملك وَكَانَ سنيا قتل فِي أَيَّامه مَا شَاءَ الله من الْخَوَارِج وَالرَّوَافِض والقدرية وَبني أَخُوهُ مسملة بن عبد الْملك الْمَسْجِد بِالْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَمَا قَامَ إِلَى هَذِه الْمدَّة بعمارة مَسْجِد مَكَّة وَالْمَدينَة إِلَّا من كَانَ من أهل السّنة وَالْجَمَاعَة لم يكن لوَاحِد من أهل بدع الْخَوَارِج وَالرَّوَافِض والقدرية فِيهِ سعي وَكَانَ بعض المصريين يتغلبون ويسعون فِي عمَارَة شَيْء مِنْهُ لَكِن لَا موقع لما كَانُوا يَفْعَلُونَهُ مَعَ سوء اعْتِقَادهم كَمَا قَالَ الله تَعَالَى {مَا كَانَ للْمُشْرِكين أَن يعمروا مَسَاجِد الله شَاهِدين على أنفسهم بالْكفْر} وكما قَالَ تَعَالَى {قل أَنْفقُوا طَوْعًا أَو كرها لن يتَقَبَّل مِنْكُم إِنَّكُم كُنْتُم قوما فاسقين}
وَقد تكلمنا قبل على سوء طريقهم وَعظم فتنتهم فِيمَا بَين الْمُسلمين وَمن كَانَت هَذِه طَرِيقَته لم يكن لَهُ بعمارته الْمَسْجِد موقع عِنْد الله تَعَالَى وَعند الْمُسلمين وَمن آثَارهم الإجتهادية سدهم ثغور الْإِسْلَام والمرابطة بهَا فِي أَطْرَاف الأَرْض مثل ثغور الرّوم وثغور أرمينية وانسداد جَمِيعهَا ببركات أَصْحَاب الحَدِيث وَأما ثغور بِلَاد التّرْك فمشتركة بَين أهل الحَدِيث والرأي وَلَيْسَ لأهل الْأَهْوَاء فِي شَيْء من الثغور مرابطة وَلَا أثر ظَاهر بل هم أَشد ضَلَالَة فَبَان لَك بِمَا ذَكرْنَاهُ من مساعي أهل السّنة وَالْجَمَاعَة فِي الْعُلُوم والاجتهادات أَنهم أهل الإجتهاد وَالْجهَاد وَالْجهَاد فِي الدّين يكون تَارَة بِإِقَامَة الْحجَّة فِي الدعْوَة إِلَى المحجة وَيكون تَارَة بِاسْتِعْمَال السَّيْف مَعَ الْمُجَاهدين ضد أهل الْخلاف من الْأَعْدَاء وببذل الْأَمْوَال والمهج وَقد خص الله تَعَالَى