لِأَن ذَلِك يُوجب أَن تكون من جنس صِفَات المخلوقين وَأَن تكون ذَات أضداد كصفات المخلوقين وَأَن يكون الْبَارِي سُبْحَانَهُ قبل حدوثها مَوْصُوفا بِمَا يضادها وينافيها من الْأَوْصَاف
وَلَو كَانَ ذَلِك كَذَلِك لوَجَبَ قدم أضدادها ولاستحال أَن يكون الْقَدِيم سُبْحَانَهُ مَوْصُوفا بهَا فِي هَذِه الْحَال وَأَن يُوجد مِنْهُ من ضروب الْأَفْعَال مَا يدل على كَونه عَالما قَادِرًا حَيا وَفِي بطلَان ذَلِك دَلِيل على قدم هَذِه لصفات وَأَن الله سُبْحَانَهُ لَا يجوز أَن يتَغَيَّر بهَا وَيصير لَهُ حكم لم يكن قبل وجودهَا إِذْ لَا أول لوجودها