وَإِن قَالَ أَصْحَاب الطبائع قد تُوجد هَذِه الحركات والاعتمادات أَحْيَانًا غير مُتَوَلّدَة لما ادَّعَتْهُ الْمُعْتَزلَة فَبَطل أَن تكون مُتَوَلّدَة فِي حَال من الْأَحْوَال يُقَال لَهُم وَكَذَلِكَ قد يُوجد تنَاول الشَّرَاب ومجاورة النَّار أَحْيَانًا مَعَ عدم الإحراق والإسكار فَبَطل أَن يكون الإحراق وَاجِبا عَن فعل الطباع
فَإِن قَالُوا إِنَّمَا تفعل طباع الأغذية والأدوية مَعَ عدم الْمَانِع لَهَا قيل وَكَذَلِكَ إِنَّمَا تتولد هَذِه الْأَسْبَاب مَعَ عدم الْمَوَانِع من مسبباتها وَلَا فصل فِي ذَلِك
فَأَما قَول كثير من هَؤُلَاءِ إِن للفلك طبيعة خَامِسَة لَيست بحرارة وَلَا برودة وَلَا رُطُوبَة وَلَا يبوسة فَإِنَّهُ أَيْضا قَول بَاطِل لَا حجَّة عَلَيْهِ فَيُقَال لَهُم لم قُلْتُمْ ذَلِك وَمَا دليلكم عَلَيْهِ فَإِن قَالُوا لأَنا وجدنَا الْفلك يَتَحَرَّك حَرَكَة دورية أبدا سرمدا وَلَا يَصح أَن يَتَحَرَّك فِي جِهَات الْعَالم السِّت وَلَا أَن يقف ويسكن بَدَلا من الْحَرَكَة فَوَجَبَ أَن تكون لَهُ طبيعة خَامِسَة لِأَن الدَّال على طبائع الْأَجْسَام حركاتها فِي جِهَة الْعُلُوّ والسفل فَيُقَال لَهُم لم قُلْتُمْ هَذَا وَمَا